379

इक्तिकाद खालिस

الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد

संपादक

الدكتور سعد بن هليل الزويهري

प्रकाशक

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

प्रकाशक स्थान

قطر

शैलियों

فصل (٤٣)
إذا علمتَ أن لك ربًّا وأنه متنزه عن صفات المربوبين، وأنه منفرد سبحانه بالوحدانية؛ لزمك الوقوفُ عند أمره، ونهيه، وإرشاده في كل شيء، فعظّمت ما عظّم، وحقّرت ما حقّر، وكرّمت ما كرّم، وأهنتَ ما أهان، وقدّمت ما قدّم، وأخّرت ما أخّر، وكبّرت ما كبّر، وصغّرت ما صغّر، وعلمت أنه لا حول ولا قوة لك إلا به، وأنه أوجدك من العدم، ولا يقدر على ذلك غيره، وطوّرك أطوارًا، وبصّرك أبصارًا، وفتق (١) لك أنوارًا، وطرق لك طرقًا، ودعاك إليه، وجعل لك بفضله ووعده عليه، كل ذلك ليعرفك وجوده، ويحقق (٢) لك كرمه وجوده، فهو أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين.
مبتدئ بالنعم قبل استحقاقها، سابق بالنوال (٣) قبل السؤال، إذا أعرضت (٤) عنه أقبل عليك، يستدرجك بإنعامه وإفضاله، ويواصلك بعطائه ونواله، ويجود عليك بإلهامه وإرساله، ويفتق بصيرتك للفهم عنه وعن رسوله وآله (٥)، وجعلك تدْعى في ملكوت السموات

(١) في (ن): (وفيق).
(٢) في (ظ) و(ن): (وتحقق).
(٣) النَّوال: العطاء، وقولك: ما نَوْلُكَ أن تفعل كذا؛ فمنه أيضًا، أي: ليس ينبغي أن يكون ما تعطيناه من نوالِك هذا، وقيل النَّوال: الصواب.
انظر: معجم مقاييس اللغة (٥/ ٣٧٢)، ولسان العرب (١١/ ٦٨٣).
(٤) في (ن): (عرضت).
(٥) بدأ المؤلف ﵀ يذكر المسلمين عمومًا، وينبههم إلى عظيم فضل الله ﷾ =

1 / 385