इक़्तिक़ाद इब्न हनबल
اعتقاد الإمام المبجل ابن حنبل(ذيل طبقات الحنابلة)
अन्वेषक
محمد حامد الفقي
प्रकाशक
دار المعرفة
प्रकाशक स्थान
بيروت
وكان يقول إن الله تعالى علما وهو عالم بعلم لقوله تعالى
﴿وهو بكل شيء عليم﴾
ولقوله
﴿ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء﴾
وذلك في القرآن كثير وقد بينه الله عز وجل بيانا شافيا بقوله عز وجل
﴿لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه﴾
وقال
﴿فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله﴾
وقال
﴿فلنقصن عليهم بعلم﴾
وهذا يدل على انه عالم بعلم وأن علمه بخلاف العلوم المحدثة التي يشوبها الجهل ويدخلها التغير ويلحقها النسيان ومسكنها القلوب وتحفظها الضمائر ويقومها الفكر وتقويها الذاكرة وعلم الله تعالى بخلاف ذلك كله صفة له لا تلحقها آفة ولا فساد ولا إبطال وليس بقلب ولا ضمير واعتقاد ومسكن ولا علمه متغاير ولا هو غير العالم بل هو صفة من صفاته ومن خالف ذلك وجعل العلم لقبا لله عز وجل ليس تحته معنى محقق فهذا عند أحمد رضي الله عنه خروج عن الملة
وكان يقول إن لله تعالى قدرة وهي صفة في ذاته وأنه ليس بعاجز ولا ضعيف لقوله عز وجل
﴿وهو على كل شيء قدير﴾
وقوله تعالى
﴿قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم﴾
الآية ولقوله
﴿فقدرنا فنعم القادرون﴾
ولقوله تعالى
﴿أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة﴾
ولقوله تعالى
﴿ذو القوة المتين﴾
فهو قدير قادر وعليم وعالم ولا يجوز أن يكون قديرا ولا قدرة له ولا يجوز أن يكون عليما ولا علم له
وكان يقول إن الله تعالى لم يزل مريدا والإرادة صفة له في ذاته خالف بها من لا إرادة له والإرادة صفة مدح وثناء لأن كل ذات لا تريد ما تعلم أنه كائن فهي منقوصة والله تعالى مريد لكل ما علم أنه كائن وليست إرادته كإرادات الخلق وقد أثبت ذلك لنفسه فقال
﴿إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون﴾
وقال تعالى
﴿إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون﴾
فلو كانت إرادته مخلوقة لكانت مرادة بإرادة أخرى وهذا مالا يتناهى وذلك في القرآن كثير وقد دلت العبرة على أن من لا إرادة له فهو مكره
पृष्ठ 295