187

* يا عيسى، دينه الحنيفية، وقبلته يمانية، وهو حزبي، وأنا معه، طوبى له طوبى، له الكوثر والمقام الأكبر في جنات عدن، يعيش أكرم معاش، ويقبض شهيدا، حوضه أكبر من مكة إلى مطلع الشمس، من رحيق مختوم، فيه آنية مثل نجوم السماء، وأكواب مثل مدر الأرض. ماءه عذب فيه طعم كل شراب، وطعم كل ثمار في الجنة، من يشرب منه شربة لم يظمأ أبدا. إن ذلك من قسمي له، وتفضلي إياه على فترة بينك وبينه، يوافق سره علانيته، وقوله فعله، لا يأمر الناس إلا بما يبدأ لهم به، دينه الجهاد في عسر ويسر، تنقاد له البلاد، ويخضع له صاحب الروم على دين إبراهيم، يسمى عند الطعام، ويفشي السلام، ويصلي والناس نيام، له كل يوم خمس صلوات متواليات، كنداء الحشر بالشعار يفتتح بالتكبير، ويختتم بالتسليم، ويصف قدميه في الصلاة كما تصف الملائكة أقدامها، ويخشع لي قلبه ورأسه ،النور في صدره، والحق على لسانه، وهو على الحق حيث ما كان. أصله يتيم ضال برهة من زمانه عما يراد به، تنام عيناه ولا ينام قلبه، له الشفاعة، وعلى أمته تقوم الساعة، ويدي فوق أيديهم، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفى له الجنة، فمر ظلمة بني إسرائيل أن لا يدرسوا كتبه، ولا يحرفوا سننه، وأن يقرؤوه السلام، فإن له في المقام شأنا من الشأن.

* يا عيسى، كل ما يقربك مني السلام قد دللتك عليه، وكل ما يباعدك عني قد نهيتك فأرد لنفسك.

* يا عيسى إن الدنيا حلوة، وإنما استعملتك فجانب منها ما حذرتك، وخذ ما أعطيتك عفوا.

* يا عيسى، انظر في عملك نظر العبد المذنب الخاطئ، ولا تنظر في عمل غيرك بمنزلة الرب، وكن فيها زاهدا، ولا ترغب فيها فتعطب، كل وصيتي لك نصيحة، وكل قولي لك حق، وأنا الحق المبين، فحقا أقول: لئن عصيتني بعد إنبائك مالك من دوني من ولي ولا نصير.

पृष्ठ 219