121

इक्रब कुरान

مؤلفات السعدي

अन्वेषक

إبراهيم الإبياري

प्रकाशक

دارالكتاب المصري-القاهرة ودارالكتب اللبنانية-بيروت

संस्करण संख्या

الرابعة

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٠ هـ

प्रकाशक स्थान

القاهرة / بيروت

فأما قوله: (وَالنَّهارَ) فقيل: هو منصوب بقوله (لا يَفْتُرُونَ) والأحسن أن يكون عطفًا على «الليل» . ومثله: (وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ) «١» فإنه يجوز أن يحمل على «عن» تقديره: معكوفًا عن أن يبلغ محله. فلما كانت «أن» الموصولة بالفعل قد طال الكلام بها جاز إضمار الجار. ويجوز النصب في موضع «أن» على هذا، والعامل فيه على ضريين: أحدهما أن يكون التقدير: والهدى معكوفًا كراهة أن يبلغ، أو لئلا يبلغ محله على تقدير الكوفيين. فإن قلت: فإن «معكوفًا» يقتضى حرف جر على تقدير «على» - ولا يكون متعديًا بنفسه، والتنزيل يشهد بصحة ذا قال عز من قائل: (يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ) «٢» . و(سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ) «٣» . قيل: هو محمول على المعنى، كأنه قال: والهدى محبوسًا كراهة أن يبلغ، كالرفث حيث حمل على الإفضاء في قوله: (الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ) . «٤» وجاز ذا لأن المسلمين أحصروا إذ ذاك، ويكون «معكوفًا» في بابه، كمدرهم «٥»، حيث لم يقل درهم، ومفؤود، للجبان، و«بماء معين» «٦»، ولم يقل: عين، وكذلك لم يقل: عكف.

(١) الفتح: ٢٥. (٢) الأعراف: ١٣٨. (٣) الحج: ٢٥. [.....] (٤) البقرة: ١٨٧. (٥) مدرهم: كثير الدراهم. (٦) الملك: ٣٠.

1 / 124