[٩] مُسْند أنس بن مَالك
تسع قضايا نحوية فِي حَدِيث الشَّفَاعَة
(٢٨) وَفِي حَدِيث أنس بن مَالك أَنه قَالَ: " يجمع النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فيلهمون ذَلِك فَيَقُولُونَ: لَو اسْتَشْفَعْنَا على رَبنَا ".
(أ) قَالَ الشَّيْخ ﵀: " ذَلِك " إِشَارَة إِلَى الْمَذْكُور بعده وَهُوَ حَدِيث الشَّفَاعَة، وَيجوز أَن يكون قد جرى ذكره قبل، فَأَشَارَ بذلك إِلَيْهِ ثمَّ ذكر " بعده " مِنْهُ طَائِفَة.
تَعديَة اسْتَشْفَعْنَا بعلى
(ب) وَأما قَوْله: " على رَبنَا " فَهُوَ عدي " اسْتَشْفَعْنَا " بعلى، وَهِي فِي الْأَكْثَر تتعدى بإلى لِأَن معنى استشفعت: توسلت فيتعدى بإلى، وَمَعْنَاهَا أَيْضا استعنت وَهَذَا الْفِعْل يتَعَدَّى بعلى [وَمَعْنَاهَا أَيْضا تحملت]، يُقَال: استشفعت إِلَيْهِ، واستعنت، وتحملت: عَلَيْهِ، بِمَعْنى وَاحِد، وَمن هَذَا قَول الشَّاعِر:
(إِذا رضيت على بَنو قُشَيْر ... - لعمر أَبِيك - أعجبني رِضَاهَا)
1 / 29