296

وله أيضا :

غنائي ينفر عني الحزن

وشربي ما بين كوب ودن

وله أيضا :

سقى دارهم أيام نحن جميع

ملث لدمعي للفراق دموع

ويقال إن رجلا سأل شرف الدولة مسلم حاجة ، وسار في موكبه إلى أن وصل إلى مضربه فقال : أيها الأمير لا تنس حاجتي ، فقال له شرف الدولة : إذا قضيتها نسيتها. ولما أتاه ابن حيوس ليمدحه قيل له إن هذا شاعر وما مدح أحدا من الملوك إلا وهو قاعد ، وإنه تسمى بالأمير ، والرأي أن يكون الجلوس له في مكان ليس فيه بساط ولا ما يجلس عليه الأمير ، ففعل ذلك فأذن له فلم يجد مكانا يصلح للجلوس فشرع وأنشد قائما قصيدته التي أولها :

ما أدرك الطلبات مثل مصمم

إن أقدمت أعداؤه لم يحجم

فلما انتهى إلى قوله في القصيدة :

أنت الذي نفق الثناء بسوقه

وجرى الندى بعروقه قبل الدم

اهتز لذلك وقال : ليجلس الأمير ، وأمر له ببساط فجلس وأتمها قاعدا وأعطاه الموصل. وذكر نضر بن محمد بن أبي هنون النحوي في كتابه « بستان المبقلة » قال : مدح ابن حيوس شرف الدولة في آخر عمره فقيل لمسلم : كان رسم هذا على بني صالح أصحاب حلب ألف دينار على كل قصيدة ، فقال : همتي تسمو أن أزيد على عطاياهم ، فقال له وزيره : هذا شيخ قد بلغ نهاية العمر واستوفى مدته ، والصواب أن نقطعه الموصل كما أقطعها المعتصم لأبي تمام ليبقى لك الذكر كما بقي له ، فأقطعه الموصل ، فبقي ابن

पृष्ठ 318