نصر بن محمد الخزاعي
نصر بن محمد بن الأشعث الخزاعي استعمله المهدي بن المنصور العباسي على بلاد
السند سنة إحدى وستين ومائة مكان روح بن حاتم وشخص إليها حتى قدمها، ثم عزل
وولي مكانه محمد بن سليمان، فوجه إليها عبد الملك بن شهاب المسمعي فقدمها على نصر
بغتة، ثم أذن له في الشخوص فشخص حتى نزل الساحل على ستة فراسخ من المنصورة،
فأتى نصر بن محمد عهده على السند فرجع إلى عمله وقد كان عبد الملك أقام بها ثمانية
عشرة يومًا فلم يعرض له فرجع إلى البصرة، فاستقل نصر بن محمد على ولايته زمانًا، ومات
بالسند سنة أربع وستين ومائة، كما في تاريخ الأمم والملوك.
وداع بن حميد الأزدي
استعمله يزيد بن المهلب على قندابيل من أعمال السند وقال له حين خرج لقتال سلمة بن
عبد الملك: إني سائر إلى هذا العدو ولو قد لقيتهم لم أبرح العرصة حتى تكون لي أو لم، فإن
ظفرت أكرمتك، وإن كانت الأخرى كنت بقندابيل حتى يقدم عليك أهل بيتي فيتحصنوا
بها حتى يأخذوا لأنفسهم أمانًا فلما قتل يزيد اجتمع آل المهب بالبصرة وحملوا عيالاتهم
وأموالهم في السفن البحرية، ثم لججوا في البحر حتى انتهوا إلى قندابيل.
وبعث مسلمة بن عبد الملك هلال بن أحوز التميمي في أثرهم فلحقهم بقندابيل، فأراد آل
المهلب دخول قندابيل فمنعهم وداع بن حميد، وكاتبه هلال ابن أحوز ولم يباين آل المهلب
فيفارقهم، فتبين لهم فراقة لم التقوا وصفوا، كان وداع بن حميد على الميمنة وعبد الملك بن
هلال على الميسرة ت وكلاهما أزدي، فرفع لهم هلال راية الأمان، فمال إليهم وداع بن حميد
وعبد الملك ابن هلال وارفض عنهم الناس فخلوهم.
ومشى آل المهلب بأسيافهم فقاتلوا حتى قتلوا من عند آخرهم إلا أبا عيينة المهلب
وعثمان بن المفضل فلحقا برتبيل، وبعث بنسائهم وأولادهم إلى مسلمة. كما في تاريخ الأمم
والملوك للطبري.
هشام بن عمرو التغلبي
استعمله المنصور على السند، وكان سبب استعماله أن المنصور كان يفكر فيمن يوليه
السند فبينا هو راكب والمنصور ينظر إليه إذ غاب يسيرًا ثم عاد فاستأذن على المنصور
فأدخله فقال: إني لما انصرفت من الموكب لقيتني أختي فلانة فرأيت من جمالها وعقلها ودينها
ما رضيتها لأمير المؤمنين، فأطرق ثم قال: أخرج! يأتك أمري، فلما خرج قال المنصور
لحاجبه الربيع: لولا قول جرير:
لا تطلبن خؤولة في تغلب فالزنج أكرم منهم أخوالا
لتزوجت إليه، قل له: لو كان لنا حاجة في النكاح لقبلت فجزاك الله خيرًا! وقد وليتك
السند فتجهز إليها! وأمره أن يكاتب ذلك الملك بتسليم عبد الله بن محمد العلوي المشهور
بالأشتر فإن سلم وإلا حاربه، فسار هشام إلى السند فملكها، وكره أخذ عبد الله الأشتر
وأقبل يرى أنه يكاتب الملك الذي كان عبد الله في بلاده، واتصلت الأخبار بالمنصور بذلك،
فجعل يكتب إليه يستحثه، فبينا هو كذلك إذ خرجت خارجة ببلاد السند فوجه هشام
أخاه سفيحًا فخرج في جيشه وطريقه بجنبات ذلك الملك، فبينا هو يسير إذ غبرة قد
ارتفعت فظن أنهم مقدمة العدو الذي يقصد فوجه طلائعه فزحفت إليه فقالوا: هذا عبد
الله بن محمد العلوي يتنزه على شاطىء مهران، فمضى يريده فقال نصحاؤه: هذا ابن رسول
الله ﷺ! وقد تركه أخوك متعمدًا مخافة أن يبوء بدمه فلم يقصده، فقال:
ما كنت لأدع أخذه ولا أدع أحدًا يحظى بأخذه أو قتله عند المنصور، وكان عبد الله ف
عشرة فقصده، فقاتله
1 / 51