159

इकलाम अकलाम

إعلام الأعلام بأدلة الأحكام

शैलियों

قالت هاجر: فعلى من تخلفني وتخلف ولدك؟ قال إبراهيم عليه السلام: أخلفك على من أمرني أن أحملكما إلى هذا الموضع، قالت هاجر: فامض إذا حيث شئت فإني واثق بربي، ورجع إبراهيم عليه السلام إلى منزله وترك هاجر وإسماعيل هنالك وليس معهما ثالث إلا الله تبارك وتعالى، قال: وتعالى النهار وطلعت الشمس واشتد الحر في ذلك الموضع، ونظرت هاجر إلى موضع زمزم، فإذا الشجرة هناك، وكان معها إناء فيه ماء، فجعلت كلما عطش إسماعيل من ذلك تسقيه من ذلك الماء، وشربت أيضا هي حتى فني ما كان في الإناء، واشتد الحر، وعطش إسماعيل، فلم تدر هاجر ما تصنع، غير أنها تغدوا مرة نحو الصفا ومرة نحو المروة وهي تقول: إلهي وسيدي إن ولدي هذا هو ابن خليلك إبراهيم فلا تقتله عطشا، فأوحى الله إلى جبريل عليه السلام أن أغثها فقد استغاثت بي وأنا غياث المستغيثين، قال: فانقض جبريل عليه السلام كالبرق الخاطف، ثم ناداها: أيتها المرأة ارجعي إلى ابنك فقد أتاك الغياث من ربك، قال: فرجعت هاجر إلى إسماعيل وإسماعيل يبحث هكذا بأصابعه في الأرض، وقد نبعت له عين من الماء وهي بئر زمزم، قال: ففرحت هاجر وخرت ساجدة ثم إنها رفعت رأسها، فجعلت تجمع الحصى حول العين، ثم أنها ملت ذلك السقا الذي معها ولم تشرب خوفا أن يفنى ماء العين فناداها جبريل عليه السلام: أيتها المراة اشربي ولا تخافي أن يفنى هذا الماء، فإن الله تبارك وتعالى سيعمر هذا البيت ويطاف بأفنيته.

وكان بعض أهل العلم يقول: لولا أن هاجر جمعت الحصى حول عين زمزم لكان ماؤها يسيح على وجه الأرض.

पृष्ठ 159