कुरान का चमत्कार
إعجاز القرآن للباقلاني
अन्वेषक
السيد أحمد صقر
प्रकाशक
دار المعارف
संस्करण संख्या
الخامسة
प्रकाशन वर्ष
١٩٩٧م
प्रकाशक स्थान
مصر
فصل في نفى السجع من القرآن ذهب أصحابنا كلهم إلى نفي السجع من القرآن وذكره [الشيخ] أبو الحسن الاشعري [رضى الله عنه] في غير موضع من كتبه.
وذهب كثير ممن يخالفهم إلى اثبات السجع في القرآن.
وزعموا أن ذلك مما يبين به فضل الكلام، وأنه من الاجناس التى يقع فيها التفاضل في البيان والفصاحة، كالتجنيس والالتفات، وما أشبه ذلك من الوجوه التى تعرف بها الفصاحة.
وأقوى ما يستدلون به عليه: اتفاق الكل على أن موسى أفضل من هرون ﵉، ولمكان (١) السجع قيل في موضع (هرون وموسى) (٢) .
ولما كانت الفواصل في موضع آخر بالواو والنون، قيل: (موسى وهرون) (٣) .
قالوا: وهذا يفارق أمر الشعر، لأنه لا يجوز أن يقع في الخطاب إلا مقصودًا إليه، وإذا وقع غير مقصود إليه كان دون القدر الذى نسميه (٤) شعرًا، وذلك القدر ما يتفق وجوده من المفحم، كما يتفق / وجوده من الشاعر.
وأما ما في القرآن من السجع فهو كثير، لا يصح أن يتفق كله غير المقصود إليه.
ويبنون الأمر في ذلك على تحديد معنى " السجع ".
قال أهل اللغة: هو موالاة الكلام على وزن واحد.
وقال ابن دريد: " سجعت الحمامة " معناه: رددت صوتها.
وأنشد: طرِبتَ فأبكتك الحمامُ السواجِعُ * تميل بها ضَحْوًا غصونُ نوائعُ النوائع: الموائل، من قولهم: جائع نائع، أي متمايل ضعفا (٥) .
وهذا الذي يزعمونه غير صحيح، ولو كان القرآن سجعًا لكان غير خارج عن أساليب كلامهم، ولو كان داخلًا فيها لم يقع بذلك إعجاز.
_________
(١) م: " ولكان "
(٢) سورة طه: ٧٠ (٣) سورة الاعراف: ١٢٢ (٤) س: " يسمى " والبيت غير منسوب في اللسان ٢٠٩ ١٩ وفيه: " طربت وهاجتك ... يوانع " (٥) نقل المؤلف هذا النص من كتاب الجمهرة لابن دريد ٢ - ٩٣.
(*)
1 / 57