Ibtal al-Ta'weelat
إبطال التأويلات - ط غراس
संपादक
أبي عبد الله محمد بن حمد الحمود النجدي
प्रकाशक
غراس للنشر والتوزيع
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م
प्रकाशक स्थान
الكويت
शैलियों
الريح من رَوْحِ الله، يَبْعثها بالرَّحمة، ويبعثها بالعذاب، فلا تَسُبُوها، وسلُّوا الله خيرها وعوذوا بالله من شرِّها" (^١).
وقوله "فإنها من روح الله" يدل على صحة التأويل، وأنه يُروح بها عن المكروب (^٢).
(^١) صحيح أخرجه أحمد (٢/ ٢٦٧ - ٢٦٨) وأبو داود (٥/ ٣٢٨ - ٣٢٩) عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري حدثني ثابت بن قيس عن أبي هريرة قال: أخذت الناس ريح بطريق مكنة، وعمر بن الخطاب حاج، فاشتدت عليهم، فقال عمر لمن حوله: من يحدثنا عن الريح؟ فلم يرجعوا إليه شيئًا، فبلغني الذي سأل عنه عمر من ذلك، فاستحثثت راحلتي حتى أدركته فقلت: يا أمير المؤمنين أخبرت أنك سألت عن الريح، وإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: فذكره.
قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات، ثابت هو الزرقي ثقة، وقد حسَّن الحديث النووي في الأذكار (ص ١٦٢) فقصّر. وتابع الأوزاعي معمرًا، رواه أحمد (٢/ ٤٠٩) والنسائي في عمل "اليوم والليلة" (٩٣٢) وابن ماجه (٢/ ١٢٢٨) وابن حبان (٧/ ٤٩٣).
وتابعه يونس، أخرجه أحمد (٢/ ٥١٨)، وزيادة بن سعد الخراساني، أخرجه النسائي في "عمل اليوم" (٩٣١).
(^٢) قال النووي في الأذكار (ص ١٦٢): "من روح الله" هو بفتح الراء، قال العلماء: أي من رحمة الله بعباده.
ونقل البيهقي في "الأسماء" (ص ٤٦٣) عن أبي منصور الأزهري قال: قوله ﷺ "الريح من نفس الرحمن" أي: من تنفيس الله تعالى بها عن المكروبين.
قلت: وقال ابن قتيبة في "الاختلاف في اللفظ" (ص ٢٩) في قوله تعالى ﴿وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ﴾ [المجادلة: ٢٢]، أي: برحمة، وكذا قوله تعالى: ﴿فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ﴾ أي: فرحمة ورزق، على قراءة من قرأها بالضم. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ كما في مجموع الفتاوى (٩/ ٢٩٠ - ٢٩١): وقال النبي ﷺ: "الريح من روح الله" أي من الروح التي خلقها الله، فإضافة الروح إلى الله إضافة ملك، لا إضافة وصف، إذ ما يضاف إلى الله إن كان عينًا قائمةً بنفسها فهو ملك له، وإن كان صفة قائمة بغيرها ليس لها محل تقوم به فهو صفة لله.
فالأول كقوله ﴿نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا﴾ وقوله ﴿فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا﴾ وهو جبريل ﴿فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (١٧) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (١٨) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا﴾ وقال ﴿وَمَرْيَمَ =
1 / 298