ولكى نعرف مدى نصيب هذا الكلام من الصحه نقف عند واحده من اولى آيات الصفات في القرآن الكريم، ومع التفسير الذى عده الشيخ ابن تيميه احسن التفاسير (ليس فيه بدعه، ولا يروى عن المتهمين)، ذلك هو تفسير الطبرى، والايه هى تلك التى قال فيها ابن تيميه انها اعظم آيات الصفات، وهى آيه الكرسى، الخامسه والخمسين بعد المئتين من سوره البقره:
واول شيء ذكره الطبرى في تفسير قوله تعالى: ( وسع كرسيه السموت والارض ) حديثين اخرجهما بالاسناد الى ابن عباس، فقال:
اختلف اهل التاويل في معنى الكرسى، فقال بعضهم: هو علم الله تعالى ذكره.
ذكر من قال ذلك:
ابو كريب وسلم بن جناده، عن ابن ادريس، عن مطرف، عن جعفر بن ابى المغيره، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال:
(كرسيه) علمه.
يعقوب بن ابراهيم، عن هشيم، عن مطرف، عن جعفر بن ابى المغيره، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: (كرسيه) علمه، الا ترى الى قوله: ( ولا يوده حفظهما )؟.
فحين ابتدا الطبرى بقوله: اختلف اهل التاويل، كان الشيخ تقى الدين يجزم بان السلف لم يختلفوا في شيء من آيات الصفات!.
وحين يجزم الشيخ تقى الدين ابن تيميه قائلا: لم اجد الى ساعتى هذه عن احد من الصحابه انه تاول شيئا من آيات الصفات، يفتتح الطبرى تفسيره بتاويل الصحابى الجليل ابن عباس على خلاف ما يذهب اليه الشيخ ابن تيميه!!.
فهو يذهب الى ما جاءت به الحشويه من اخبار ذكرها الطبرى بعد قول ابن عباس، مفادها ان الكرسى هو موضع القدمين من العرش، او هو العرش الذى يقعد عليه الله تعالى شانه فلا يفضل منه مقدار اربع اصابع، وله اطيط كاطيط الرحل الجديد!!.
ثم ختم الطبرى بقوله: واما الذى يدل على صحته ظاهر القرآن فقول ابن عباس: هو علمه. وذلك لدلاله قوله تعالى : ( ولا يوده حفظهما ).. الى آخر كلامه.
पृष्ठ 66