اولئك اتباع الشيخ عدى بن مسافر الاموى، الذين غلو فيه وفى يزيد بن معاويه بن ابى سفيان، كتب اليهم الشيخ رساله يصح وصفها بانها رساله الناصح المشفق، والصديق المحب، عرفت ب(الوصيه الكبرى) استهلها بقوله: من احمد بن تيميه الى من يصل اليه هذا الكتاب من المسلمين المنتسبين الى السنه والجماعه، والمنتمين الى جماعه الشيخ العارف القدوه ابى البركات عدى بن مسافر الاموى (رحمه الله)، ومن نحا نحوهم، وفقهم الله لسلوك سبيله، واعانهم على طاعته وطاعه رسوله ( وجعلهم معتصمين بحبله المتين، مهتدين لصراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وجنبهم طريق اهل الضلال والاعوجاج، الخارجين عما بعث الله به رسوله ( من الشرعه والمنهاج، حتى يكونوا ممن اعظم الله عليهم المنه، بمتابعه الكتب والسنه، سلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
وفى الاثناء يحذر من الغلو كله سواء كان غلوا بالشيخ عدى او بعلى بن ابى طالب.
ثم ياتى الى ذكر يزيد فيعذر اليزيديه في غلوهم بان مبدا ذلك كان من الرافضه الذين كانوا يسبون يزيد، والا فلم يكن احد يتكلم في يزيد بن معاويه، ولا كان الكلام فيه من الدين، فسمع بذلك قوم ممن كان يتسنن، فاعتقد ان يزيد كان من كبار الصالحين وائمه الهدى!.
فصار الغلاه فيه على طرفى نقيض، هولاء يقولون: انه كافر زنديق، وانه قتل ابن بنت رسول الله ( وقتل الانصار وابناءهم بالحره لياخذ بثار اهل بيته الذين قتلوا كفارا - يعنى في بدر واحد - ويذكرون عنه من الاشتهار بشرب الخمر واظهار الفواحش اشياء.
والحق ان الشيخ لم يكن موضوعيا هنا، فالقول الذى ذكره هنا وعده تطرفا وغلوا هو قول ائمه المسلمين وصالحيهم، كائمه اهل البيت وكبار التابعين، بل والامام احمد بن حنبل ايضا وكافه اصحاب التاريخ كما سنذكره مبسوطا في فصل (نهضه الحسين واستشهاده).
पृष्ठ 48