واما مدار نزاعه مع الصوفيه في عقائدهم فقد افردنا له فصلا مستقلا لانه من اهم ما اشتغل به ابن تيميه، ومن اهم ما عرف به، ولان فيه من المزايا ما لم نجد احدا قد كشف النقاب عنها.
وكان في الوقت ذاته يواجه العقائد الاخرى، كالجهميه، والمعتزله، والجبريه، والاشعريه، وله في ذلك مولفات ، ومقاطع كثيره موزعه في كتبه المختلفه، واكثر ما كان يدور عليه خلافه معهم هو موضوع صفات الله تعالى الذى كان من مواضيعه البارزه في حياته الفكريه.
وكان للعقيده الاشعريه وحدها انصار من اهل السنه ذبوا عن عقيدتهم وانكروا عليه مساسه بها.
وله بعد ذلك مع الشيعه مشوار يثير كثيرا من علامات الاستفهام، واضعافها من علامات التعجب..
صنف كتابا اسماه (جواز قتال الرافضه)، فمن هم الرافضه عنده، وكيف عرف الشيعه، وما هى طريقته في الاستدلال على دعواه في ضلالهم وجواز قتالهم؟ وتفاصيل اخرى سنقروها في وقفه اعددناها مع اهم كتاب له ضد الشيعه وهو (منهاج السنه) كتابه الذى استفرغ فيه جهوده، حتى كانه يريد ان لايدع مما في جعبته شيئا الا صبه فيه.
اسلوبه في الحوار:
لم يقصر ابن تيميه نزاعه على الفرق والمذاهب، بل نازع الاعلام باعيانهم، فلم يترك مخالفا له الا وطعن عليه في مجالسه او في مولفاته.
كانت معاركه تهدا في بعض الاحايين، ولكنها لم تنقطع عنه قط، وهى حتى اذا توقفت اثارها هو بنفسه من خلال راى يخالف به ما الفه الناس، او حده يصدم بها احد مجادليه!.
- افتى مره في مساله، وافتى فقيه آخر بخلافه، فرد عليه ابن تيميه قائلا: من قال هذا فهو كالحمار الذى في داره!.
فانكر عليه حتى مويدوه هذا الاسلوب في الجدل، وهذه الحده التى تصدم الخصوم.
पृष्ठ 46