وامام الزيديه يحيى بن حمزه المويد بالله (669 - 749 ه ) والشيخ على بن عبدالكافى السبكى (686 - 756 ه ) امام الشافعيه، وله نحو مئه وخمسين مصنفا في العلوم الدينيه.
كانت هذه النهضه العلميه صحوه عقبها دور الضعف والانحطاط الذى كان اسرع سريانا في النتاج الادبى، اذ شهد هذا العصر انحطاطا كبيرا في الشعر والادب، فضعفت اغراض الشعر وشاع فيها التقليد وداخلته المعانى الركيكه والالفاظ العاميه، وابتعد عن معالجه هموم المجتمع، وكثر النظم في الالغاز والاحاجى والحشيشه، وكثر شعر الموشحات غير انه غلب عليه التقليد والضعف ودخلته العاميه ايضا. ولم ينج من تلك الادواء سوى صفى الدين الحلى (750677 ه )، يليه ابن نباته المصرى (686 - 768 ه ).
عصره الدينى
الحاله الدينيه في هذا العصر مليئه بكل ما هو مثير.
فالعصر الذى شهد سقوط عاصمه الخلافه على ايدى التتار المغول وما تبعه من دمار وخراب، شهد ايضا تدفق هولاء التتار سلاطين وجنودا الى اعتناق الاسلام وتطبيق شيء من احكامه احيانا.
والعلاقه بين الديانات السماويه الثلاث كانت على اسوئها، لما شهده اليهود والنصارى من دعم وحمايه من قبل الصليبيين ثم التتار، استطالوا على اثره، فخلف ذلك فتنا كثيره، ومذاهب اسلاميه منحرفه نشطت كثيرا، اهمها: 1 - الاسماعيليه : وهى فرقه شيعيه شذت بعد الامام جعفر الصادق (ع)، وكان لها شوكه ونفوذ، ومركزها في سلميه من نواحى حماه، والمذهب الاسماعيلى هو مذهب الدوله الفاطميه التى حكمت قرابه ثلاثه قرون، وعرفوا بالباطنيه لاغراقهم في الباطن.
2 - الكراميه : فرقه من اهل السنه تقول بالتجسيم والتشبيه، تسربت عقائدهم حتى الى بعض خصومهم، ومن ذلك قولهم باستقرار الله تعالى على العرش مماسا له من جهته العليا، وانه قد امتلا به العرش، او هو على بعض اجزاء العرش، وجوزوا عليه الانتقال والتحول والنزول. تعالى الله عما يصفون.
पृष्ठ 22