187

इब्न तैमिय्या हयातु

ابن تيمية حياته عقائده

لكن الشيخ ابن تيميه - بالرغم مما قرا وما يقوده اليه عقله - يتنكر لكل ذلك كما تنكر لسنن النبى الهاديه الى سبيل الرشاد، فيصور لك تلك البيعه وكانها كلمه اجماع، وكان المسلمين جميعا، او المهاجرين والانصار على الاقل اجتمعوا فراوا ان الخليفه بعد النبى لا يكون الا ابو بكر! ثم كانهم قد توصلوا الى هذا الاختيار من مجموع المناقب والماثر التى احصوها له فوجدوها قد فاقت ما احصوه لغيره من اصحاب رسول الله، فهتفوا هتافا واحدا باسم الخليفه المنتخب!.

وليس في هذه المره فقط، بل مع خليفته ايضا، ثم مع ثالث الخلفاء عثمان ايضا، ففى كل ذلك يقول ابن تيميه: كل من له خبره باحوال القوم يعلم علما ضروريا انه لم يكن مخاصمه في امامه الثلاثه! (علما ضروريا) ما اقبح التكلف واقحام الكلام في غير محله!.

ويقول: ولا كان بين المسلمين في زمنهم نزاع في الامامه!.

ويقول: لم ينازع قط احد من المسلمين في امامه عثمان وخلافته، ولا تخاصم اثنان في ان غيره احق بالامامه منه، وكذلك ابو بكر وعمر!.

هذا كله يقوله رجل يقرا في اصح الكتب عنده واثبت الاسانيد لديه ان عليا(ع) وبنى هاشم قاطبه لم يبايعوا لابى بكر سته اشهر حتى توفيت فاطمه الزهراء(ع) اعتقادا منهم بحق على في الخلافه، اعتقادا لا تشوبه شائبه! فمن انكر هذا الذى اتفق عليه البخارى ومسلم كيف سيرضى بما نقله 7اصحاب التواريخ والسير وان تواتر عندهم؟! فما هى قيمه الحقيقه اذا كانت لا تصب في ساقيه الامراء! نعم، حتى لو اقر بتلك الحقيقه عمر بنفسه، ونقلها عنه جميع من نقل احاديث الاسلام واحداثه، البخارى ومسلم واصحاب السير، فهولاء جميعا نقلوا خطبه عمر في اواخر خلافته، تلك الخطبه التاريخيه التى صرح فيها باشياء من اسرار البيعه الاولى في السقيفه، فوصف تلك البيعه بانها كانت (فلته) ولكن وقى الله شرها، وشهد بتخلف على والزبير وبنى هاشم عنها، وخلاف الانصار فيها.

पृष्ठ 187