وتعاقب على دمشق في هذه الفتره نحو خمسه عشر واليا، كان اولهم علم الدين سنجر الحلبى (658 - 659 ه )، وآخرهم سيف الدين تنكز (712 -740ه ) وقد امتاز عهده بالاستقرار. والى جانب الوالى كان السلطان يعين (دوادارا)وامراء عساكر يشاركون الوالى في الاداره لضمان عدم تمرده، وهذه المناصب كلها حكر على المماليك الذين دخلوا الاسلام بعد اقامتهم في مصر، وهناك ايضا ابتداوا يتعلمون العربيه.
تميز هذا العهد بغلبه السيف على الوراثه في الحكم، وتجسد التجزئه السياسيه بغياب الرمز العباسى الى الابد، تلك التجزئه التى كانت قد ابتدات في الواقع قديما منذ فقد البيت العباسى هيمنته، حيث كان احمد الراضى -المتوفى سنه 329 ه آخر خليفه عباسى ينفرد بتدبير الجيوش والاموال والسياسه، وآخر من خطب على المنبر يوم الجمعه من بنى العباس.
عصره الاجتماعى والثقافى
ماذا ينتظر امه عشعشت فيها الاضطرابات والفتن، وتعاقبت عليها عصور وهى لا ترى من الاستقرار الا كذنب السرحان! وتعاقب عليها ملوك وامراء لا يعرفون لها حقا، ولا يفهمون للامان معنى الا ما حاط قصورهم!.
امراء وسلاطين يتنازعون على الملك تنازع الصبيان على لعبهم، ولا فرق في ضمائرهم بين ان تراق الخمره على موائدهم، او تسفك الدماء تحت حوافر خيولهم!.
ماذا ينتظر المجتمع اذن غير الفقر والعناء والجهل والتفكك والضياع؟.
وهكذا كانت الحاله الاجتماعيه في هذا العصر نتيجه طبيعيه لا غرابه فيها، تفشى الفقر قاسيا، وليس ثم اصلاحات تحد من صولته. وكثرت الكوارث الطبيعيه، كالسيول والفيضانات والجفاف والزلازل، كثره ملحوظه في هذه الفتره، ولا يعقب ذلك شيء من اعمال الاصلاح والترميم وتعويض المتضررين، الا ما يعود ضرره مباشره على سلطان او امير!.
ففى سنه 656 ه اشتد وباء بالشام وخصوصا بدمشق حتى عز مغسلو الموتى.
وفى سنه 680 ه غرقت دمشق.
पृष्ठ 18