इब्न सीना फिलोसोफ
ابن سينا الفيلسوف: بعد تسعمئة سنة على وفاته
शैलियों
دخلت باليقين كما تراه
وكل الشك في أمر الخروج
واستمر في القلعة أربعة أشهر، ثم أخرج وأعيد إلى همذان حيث أقام مدة، وبعد ذلك عن له الفرار فخرج متنكرا إلى أصفهان، فصادف في مجلس علاء الدولة الإكرام والإعزاز اللذين يستحقهما مثله، ولما سار علاء الدولة قاصدا سابورخاست خرج الشيخ معه، واشتغل بالرصد واتخاذ آلاته، واستخدام صناعها قصدا لإصلاح الخلل الواقع في التقاويم القديمة.
والمشهور عن الشيخ أنه كان قوي البنية والمزاج مسرفا في الملاذ البدنية والشهوات اللحمية، فأنهكه ذلك، وعرض له قولنج فحقن نفسه في يوم واحد ثماني مرات، فتقرحت أمعاؤه وظهر له سحج، واتفق له سفر مع علاء الدولة فحدث له الصرع الذي يحدث عقيب القولنج، فأمر باتخاذ دانقين من كرفس في جملة ما يحقن به، فجعل الطبيب الذي يعالجه به خمسة دراهم، فازداد السحج به، فطرح بعض خدمه في الأدوية التي يعالج بها مقدارا كبيرا من الأفيون، وكان سبب ذلك أن غلمانه خانوه في أمر فخافوا العاقبة عند برئه، وكان مذ حصل له الألم يتحامل ويجلس مرة بعد أخرى ولا يحتمي، ويسرف في قوته الحيوية فكان يمرض أسبوعا ويصلح أسبوعا.
ثم قصد علاء الدولة همذان ومعه الرئيس أبو علي، فحصل له القولنج في الطريق، ووصل إلى همذان، وقد بلغ منه الضعف، وأشرف على الانحلال فأهمل التداوي، وقال: «المدبر الذي في بدني قد عجز عن تدبيره، فلا تنفعني المعالجة»، ثم اغتسل وتاب، وتصدق بما معه على الفقراء، ورد المظالم على من عرف، وأعتق مماليكه، وجعل يختم في كل ثلاثة أيام ختمة حتى توفي.
كان ميلاد ابن سينا 370ه، ووفاته 428ه بهمذان حيث دفن، وقيل بأصبهان، والأول أشهر.
6 (2) حياته الخاصة
كان ابن سينا على جانب عظيم من الذكاء، والمثابرة على، وتوقد القريحة؛ يتبرهن ذلك من حياته التي كتبها هو عن نفسه وأوردناها سابقا، وكان ميالا إلى درس الكتب العويصة، وحل المشاكل العلمية. وهذا يثبته ما حكاه عنه تلميذه أبو عبيد الجوزجاني، وهو قوله: «إني صحبت الشيخ خمسا وعشرين سنة، فما رأيته ينظر فيما يقع له من الكتب على الولاء، وإنما يقصد المواضع الصعبة والمسائل المشكلة؛ ليتبين ما قاله صاحب الكتاب فيها.»
وكان ذا عقل خصب، وشغوفا بإفادة غيره من أبناء جنسه، ويروى عنه أن جماعة من العلماء وقعت لهم شبه في مسائل من كتابه المختصر الأصغر في المنطق، وعرضت تلك الشبه عليه للإجابة عنها؛ فكتب في جوابها زهاء خمسين ورقة في نصف ليلة حتى دهش الناس من ذلك وصار تاريخا بينهم، بيد أنه مع هذا كله قد كان محبا للظهور، مواربا لا يريد أن يستفيد غيره من الموضع الذي استقى منه؛ لذا لما شفي نوح بن نصر الساماني من مرض اعتراه دخل مكتبته التي لم يكن لها نظير، فيها من كل فن من الكتب النفيسة النادرة الوجود، فأخذ هناك يطالع، فاقتبس منها أشياء لم يدركها سواه، وقرأ أغلب نفائسها، ثم أحرقها؛ ليتفرد بما وعته من الحكمة؛ ولئلا ينتفع به سواه.
كذلك قد كان الشيخ خبيثا في باطنه خلاف ما في ظاهره؛ لأن سائر مؤرخي حياته يثبتون أنه كان مطواع الأهواء والملاذ، ومع هذا فإنه في فلسفته يثبت أن السعادة الكاملة في هذه الحياة الدنيا تقوم بالتجرد التام عن الحسيات، والابتعاد عن الملذات اللحمية، والتبحر في الوجود الكامل، حتى لقد قال في إحدى رسائله عن هذا العالم الفاني ما يأتي : «دار أليمها موجع، ولذيذها مستبشع، وصحتها قسر الأضداد على وزن وأعداد، وسلامتها استمرار فاقة إلى استمرار مزاقة، ودوام حاجة إلى مج مجاجة ...» ثم يواصل القول «إن الإنسان الذي يتبجن في قلبه بغض الدنيا، وتصير هذه الخصلة وتيرته، انطبع في فصه نقش الملكوت، وتجلى لمرآته قدس اللاهوت، فألف الأنس الأعلى، وذاق اللذة القصوى، وأخذ عن نفسه لمن هو به أولى، وفاضت عليه السكينة، وحفت به الطمأنينة، واطلع على العالم الأدنى اطلاع راحم لأهله مستوهن لحبله.»
अज्ञात पृष्ठ