इब्न रूमी
ابن الرومي: حياته من شعره
शैलियों
إذا فقد الشباب سوى عذاب
فقل لبنات دهري: فلتصبني
إذا ولى بأسهمها الصياب
ومن هذه اللهفة بعد اللهفة تعرف كيف بلغ العشرين، وكيف بلغ الثلاثين، وكيف بلغ الخمسين، وكيف بلغ الستين في قصائد شتى ومناسبات عدة لا موضع هنا لإحصائها، ولكنها تدلك إذا راجعتها على مغالاته بهذه الوديعة، وضنه بتسليمها والتفريط فيها، وحرصه على ذخيرتها حرص الشحيح الذي يود أن يزيد في ماله المحسوب وهو يراه ينقص ساعة بعد ساعة، ولمحة بعد لمحة.
وهو إذا ذكر الشباب لم تكن صورة الشباب في ذهنه أنه فترة من الزمن، أو ظواهر من المتعة والعافية، وإنما يذكره وهو ينفذ إلى صميمه وباطنه ولبابه الذي لا يحسب بالأيام، ولا معول فيه إلا على جدة الشعور وجلاء الدنيا في بشاشتها الأولى كأنها الثمرة المقطوفة، ولها من الشمس صبغة جديدة، ومن الطل مسحة غضة، ومن العصير المكنوز وليمة تنادي الشهوة، وتفتح اللهوة.
فلا يعنيه أن يدوم له الشباب، وإنما يعنيه أن تدوم له الدنيا القديمة، وهي في جدة البواكير وفي طرافة المفاجأة التي لا تذال، وإلا فما يغنيه أن يدوم الشباب والدنيا أمامه مذالة المنظر مجرودة اللون، مسلوبة من تلك المفاجأة في كل نظرة، وفي كل لقاء.
لو يدوم الشباب مدة عمري
لم تدم لي بشاشة الأوطار
أجل، هذا هو الشباب في صميمه وباطنه ولبابه، والشباب عنده أيضا أن يستقبل الحياة لأنها لا تكون جديدة إلا بهذا الاستقبال .
أطالع ما أمامي بابتهاج
अज्ञात पृष्ठ