इब्न रूमी
ابن الرومي: حياته من شعره
शैलियों
يا سيد العرب الذي زفت له
باليمن والبركات سيدة العجم
إلى آخر الأبيات. وهذا فضلا عن مقطوعات أخرى نظمها الشاعر في العرس الذي احتفل به الخليفة سنة اثنتين وثمانين.
فمن المحقق إذن أن ابن الرومي تجاوز سنة ست وسبعين، ولم يبق لنا إلا أن نبحث في السنتين الأخريين؛ أي سنتي ثلاث وأربع وثمانين.
فعندنا تاريخ اليوم والشهر من أولاهما، وليس عندنا مثل ذلك من الثانية، وهذا مما يرجح وفاته في سنة ثلاث وثمانين دون أربع وثمانين.
ويقوي هذا الترجيح أن مضاهاة التواريخ تثبت لنا أن جمادى الأخرى من سنة ثلاث وثمانين بدأت يوم جمعة، فيكون يوم الأربعاء قد جاء لليلتين بقيتا من جمادى الأولى في تلك السنة، كما جاء في تاريخ الوفاة.
وقد ضاهينا هذا اليوم على التاريخ الأفرنجي، فوجدناه يوافق الرابع عشر من شهر يونيو، أي: يوافق إبان الصيف في العراق، وابن الرومي مات في الصيف كما يؤخذ من قول الناجم إنه دخل عليه في مرضه الذي مات فيه وبين يديه ماء مثلوج، فيجوز لنا على هذا أن نجزم بأن أصح التواريخ هو التاريخ الأول، وهو «يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين». •••
والأقوال بعد ذلك مجمعة على موت ابن الرومي بالسم، وأن الذي سمه هو القاسم بن عبيد الله أو أبوه.
ولكن الروايات في هذا الخبر لا تخلو من ضعف واضطراب، فالرواية التي أوردها ابن خلكان تقول: «إن الوزير أبا الحسين القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب، وزير الإمام المعتضد، كان يخاف من هجوه وفلتات لسانه بالفحش، فدس عليه ابن فراش، فأطعمه خشكنانجة مسمومة وهو في مجلسه، فلما أكلها أحس بالسم، فقال له الوزير: إلى أين تذهب؟ فقال: إلى الموضع الذي بعثتني إليه، فقال له: سلم على والدي! فقال له: ما طريقي على النار ...»
وضعف هذه الرواية ظاهر؛ لأن عبيد الله بن سليمان مات في سنة ثمان وثمانين؛
अज्ञात पृष्ठ