298

इब्न रूमी

ابن الرومي: حياته من شعره

शैलियों

أبا تمام الطائي إنا

لقينا بعدك العجب العجيبا

فقدنا منك قرما لا نرانا

نصيب له مدى الدنيا ضريبا

ولم يزل الحسن مقربا مجددا حتى نكبه المتوكل مع ابن الزيات في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.

وأخوه سليمان كتب للمأمون وهو في الرابعة عشرة، حدث ابنه عبيد الله عنه أنه قال: «كان مبدأ سعادتي أني كنت وأنا صبي بين يدي محمد بن يزداد وزير المأمون - وكنا جماعة من الصبيان بين يديه - إذا راح الليل إلى داره بات واحد منا في دار المأمون بالنوبة لمهم عساه يعرض في الليل، وكانت ليلة نوبتي فخرج خادم وقال: ها هنا أحد من نواب محمد بن يزداد؟ فقال الحجاب له: نعم! ها هو ذا، فأدخلني إلى المأمون، فقال لي: اعمل نسخة في المعنى الفلاني، ووسع بين سطورها، وأحضرها لأصلح منها ما أريد إصلاحه، قال: فخرجت سريعا وكتبت الكتاب بغير نسخة وبيضته وأحضرته إليه، فلما رآني قال: كتبت النسخة؟ قلت: بل كتبت الكتاب، فقال: بيضته! قلت: نعم، فزاد في نظره إلي كالمتعجب مني، فلما قرأه تبينت الاستحسان على وجهه ورفع رأسه إلي وقال: ما أحسن ما كتبت يا صبي! ولكن أريد أن تقدم هذا السطر وتؤخر هذا السطر. وخط عليهما بقلمه، فأخذت الكتاب وخرجت وجلست ناحية، ثم محوت السطرين وعملت ما أراد وجئته بالكتاب - وكان قد ظن أني أبطله وأكتب غيره - فلما قرأه لم يعرف مبدأ المحو فاستحسنه، وقال لي: يا صبي! لا أدري من أي شيء أعجب؟! أمن جودة محوك، أم من سرعة فهمك، أم من حسن خطك، أم من سرعتك؟! بارك الله فيك! فقبلت يده وخرجت، وكان ذلك أول علو منزلتي، وصار المأمون لا يجري مهم إلا قال: «هاتوا سليمان بن وهب».»

واستوزره المهتدي «ولقبه الوزير حقا؛ لأن من كان قبله كان غير مستحق للوزارة ولا مستقل بها.»

24

استكتبه يوما عشرة كتب مختلفة إلى جماعة من العمال، فلما وضعت الكتب بين يديه قال له وقد قرأها: أحسنت يا سليمان، ونعم الرجل أنت لولا المعجل والمؤجل! وذاك أن سليمان كان إذا ولى عاملا أخذ منه مالا معجلا، وأجل مالا إلى أن يتسلم عمله ... ونكبه الواثق وحبسه فقال - وفي هذا الشعر غناء:

نوائب الدهر أدبتني

अज्ञात पृष्ठ