239

इब्न रूमी

ابن الرومي: حياته من شعره

शैलियों

فابن الرومي واحد من هؤلاء القراء، لا ننتظر أن تمر به هذه المباحث التي كان يدرسها ويحضر مجالسها، ويسمع من أهلها بغير أثر محسوس في تفسير العقيدة، فكان مسلما صادق الإسلام، ولكنه كان شيعيا معتزلا قدريا يقول بالطبيعتين، وهي أسلم النحل التي كانت شائعة في عهده من حيث الإيمان بالدين.

وقد قال المعري في رسالة الغفران: أن البغداديين «يدعون أنه متشيع، ويستشهدون على ذلك بقصيدته الجيمية»، ثم عقب على ذلك فقال: «ما أراه إلا على مذهب غيره من الشعراء.»

ولا ندري لماذا شك المعري في تشيعه لأنه «على مذهب غيره من الشعراء»؛ فإن الشعراء إذا تشيعوا كانوا شيعة حقا كغيرهم من الناس، وربما أفرطوا فزادوا في ذلك على غيرهم من عامة المتشيعين، وإنما نعتقد أن المعري لم يطلع على شعره كله، فخفيت عنه حقيقة مذهبه، ولولا ذلك لما كان بهذه الحقيقة من خفاء.

على أن القصيدة الجيمية وحدها كافية في إظهار التشيع الذي لا شك فيه؛ لأن الشاعر نظمها بغير داع يدعوه إلى نظمها من طمع أو مداراة، بل نظمها وهو يستهدف للخطر الشديد من ناحية بني طاهر، وناحية الخلفاء، فقد رثى بها «يحيى بن عمر بن حسين بن زيد بن علي» الثائر في وجه الخلافة، ووجه أبناء طاهر ولاة خراسان، وقال فيها يخاطب بني العباس ويذكر «ولاة السوء» من أبناء طاهر:

أجنوا بني العباس من شنآنكم

وأوكوا على ما في العياب وأشرجوا

19

وخلوا ولاة السوء منكم وغيهم

فأحر بهم أن يغرقوا حيث لججوا

نظار لكم أن يرجع الحق راجع

अज्ञात पृष्ठ