Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence
ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه
प्रकाशक
دار الفكر العربي
प्रकाशक स्थान
القاهرة
كون ذلك المجد لمن جاء بعده، ذلك كلامه وهذا شكه، ولنلق عليه نظرة صغيرة:
إن كلامه فيه تضارب مع كلام الفتح بن خاقان، لأن الفتح بن خاقان يقول ((إن بنى حزم فتية أدب وثنية مجد وحسب)) فلهم مجد وحسب ولا يمكن أن يكون ذلك إلا إذا كانت لهم عراقة وشهرة. وفوق ذلك فإن النسب الفارسي أثبته له المقري، والذهبي وغيرهما في تاريخه ويكاد يكون موضوع إجماع ولقد قال الذهبي في تاريخه نقلاً عن صاعد معاصر ابن حزم ((والعلامة أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح الأموي مولاهم، الفارسي الأصل الأندلسي القرطبي))(١).
ولا شك أن نسبته إلى الفرس هي المشهورة، وقد نقل الأكثرون عن القاضي صاعد الجياني، وهو معاصر ابن حزم ذكر ذلك عن نفسه، ولم يكذبه أحد من معاصريه إلا ما شكك به ابن حيان، ولعله من تشنيع الفقهاء الذين ناضلهم ابن حزم وكان عنيفاً في نضاله معهم، ومجادلته إياهم، ولذلك لا نستطيع أن نكذب دعواه، لمجرد ما يثيره خصومه من قول قد تكون العداوة هي الدافعة إليه.
ويهمنا في هذه القضية ابتداء إسلام أسرته، أكانوا على النصرانية حتى أسلم جده الأدنى سعيد كما تشير عبارة ابن حيان، أم أن أسرته عريقة في الإسلام وقد انتقلوا مسلمين من المشرق مع الأمويين؟ إن ذلك بلا ريب مبني على قضية أصله، فإنه إذا كان أصله فارسياً وولاء جده ليزيد ابن أبي سفيان، فإن إسلامه يكون قديماً، إذ يكون جده الذي عقد الولاء كان مسلماً، كما هو الشأن في عقد الولاء، وذلك ولاء الموالاة، يتفق فيه اثنان أحدهما عربي مسلم والآخر أعجمي مسلم على أن يعقل العربي عنه إذا جنى ويرثه إذا مات، ويكون منهم بمقتضى هذا الولاء. وعلى ذلك يكون المسلم الأول في أسرته هو جده الأعلى يزيد، وعلى ذلك يكون إسلام هذه الأسرة يرجع إلى عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
(١) المقري = ٦ طبع الرفاعي ص ٢٠٣.
24