غبت بك عني
فظننت أنك أني
فهذه الموافقة هي الاتحاد السائغ.»
ويقول ابن تيمية أيضا في الرسائل: «روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة، عن النبي قوله - تعالى: «من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة.» فجعل معاداة عبده الولي معاداة له، فعين عدوه عين عدو عبده، وعين معاداة وليه، عين معاداته، ليس هما شيئين متميزين.»
ويذكر أيضا ابن تيمية حديثا رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة عن النبي: يقول الله - تعالى: «عبدي مرضت فلم تعدني! فيقول: يا رب، كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ فيقول: أما علمت أن عبدي فلانا مرض؟ فلو عدته لوجدتني عنده. عبدي جعت فلم تطعمني! فيقول: رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ فيقول: أما علمت أن عبدي فلانا جاع؟ فلو أطعمته لوجدت ذلك عندي.»
ولم أجد ردا على ابن تيمية في هجومه على المتصوفة وعلى شيخهم الأكبر، أبلغ من قوله، ولم أجد شاهدا أكبر دلالة مما استشهد به هو من القرآن الكريم:
وأصبح فؤاد أم موسى فارغا ، ولا أعظم من تفسيره؛ إذ يقول: أصبح فؤادها فارغا مما سوى موسى.
وقلب الصوفي - يا شيخ الإسلام، ويا إمام من يتسمون بأهل السنة، ومن يحاربون المتصوفة - أصبح فارغا مما سوى الله؛ فلا يرون في الوجود سواه، وربنا - سبحانه وتعالى - أكبر وأعظم من أن يشبه بعبد من عباده، أو برسول من رسله؛ تلك كلمة الفصل في وحدة الوجود، ومقامات الفناء عند الصوفية وحقيقة توحيدهم الأكبر، والله يهدي إلى الحق ويرشد إلى سواء السبيل.
آداب المريد عند محيي الدين
... من مدرسة المريد والشيخ تتكون الجامعة الصوفية الكبرى، تلك الجامعة التي لا تسامقها جامعة أخرى في العالم.
अज्ञात पृष्ठ