وجاء صلاح الدين مددا للفاطميين من آل زنكي ثم استولى، ولا بد أن يستخدم الفاطميون والأيوبيون الدين سلاحا في المعركة كما يفعل حكام العرب اليوم فالأمر ليس فيه غرابة، لابد أن تظهر كل دولة أن حربها للآخرين دينية وليست سياسية حتى تستجيش معها الغوغاء، وقد بدأ استخدام الدين لخدمة السياسة من أيام الدولة الأموية، من عهد معاوية تحديدا.
أما الفاطميون أو العبيديون لا تهمني التسمية فلن يعدموا مدافعين عنهم وناشرين لفضائلهم، بل أسوأ الفاطميين وهو الحاكم بأمر الله الذي اتهم بالزندقة والكفر ومع ذلك فقد دافع عنه بعض العلماء والمؤرخين.
الملحوظة السابعة والعشرون:
وقوله ص51: عن (باب حكم المرتد) في كتب العلماء بأنهم ذكروا في ذلك أنواعا كثيرة (كل نوع منها يكفر ويحل دم الرجل وماله حتى أنهم ذكروا أشياء يسيرة عند من فعلها مثل كلمة يذكرها بلسانه دون قلبه أو يذكرها على وجه المزاح..)أه.
أقول: ليس كل ما ذكره هؤلاء يكون صحيحا هذا أمر، فقد ذكروا أشياء كثيرة بعضها ردة بالإجماع، وبعضها مختلف فيه، وبعضها ليس ردة عند الأكثر، ولم يتفقوا في ذكر تلك المسائل، كما أن المسائل التي ذكروها تختلف بحسب المسألة، وبحسب القائل من جهل أو تأويل أو إكراه أو اضطرار..الخ.
पृष्ठ 63