الملحوظة السادسة عشر:
قوله ص24: (فإنه إذا أقر -يعني المخالف للشيخ- أن الكفار يشهدون بالربوبية كلها لله!! وأنهم ما أرادوا ممن قصدوا إلا الشفاعة ولكن أرادوا أن يفرق بين فعلهم وفعله بما ذكره (من صلاتهم وصلاحهم بخلاف الكفار) فاذكر له أن الكفار منهم من يدعو الصالحين ومنهم من يدعو الأولياء...) أه.
أقول: الكفار لا يؤمنون ببعض الربوبية، ولا بالألوهية كلها، وهم يعبدون الأصنام ذاتها، ولم يقتصروا على الطلب (طلب الشفاعة فقط)، بل قولهم قالوه انقطاعا لا اعتقادا، أو أنه قول بعضهم فقط، لأنه ثبت عن بعضهم على الأقل أنهم يقولون بالدهر ولا يؤمنون بالبعث.
أما المسلمون فإنهم لا يسجدون لأحد غير الله، ولا يعبدون إلا الله، وقد يجهل بعضهم أو يتأول بأن الصالحين من الأحياء والأموات، يجوز التوسل بهم وطلب شفاعتهم عند الله، وأنهم إن دعوا لهم فإنهم ينفعونهم بإذن الله لا استقلالا عن إرادة الله(1) وهذا يختلف كثيرا عن هؤلاء الكفار.
पृष्ठ 44