أقول: الكفار لم يكونوا يدعون الله ليلا ونهارا! وإنما كانوا يذكرون هبل واللات ومناة، ولو كانوا يدعون الله ليلا ونهارا لما نهى الله نبيه عن (عبادة الذي يدعون) كما في قوله تعالى: (قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله..)(1)، وقال تعالى واصفا حال الكفار ساعة الموت: (حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا: أين ما كنتم تدعون من دون الله..)(2)؟! وقال (إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم..)(3)، وقال عن الكفار: (قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين ندعو من دونك..)(4) وغير ذلك كثير من الآيات التي لم أشأ تتبعها، وهي تخبر عنهم بخلاف ما أخبر الشيخ، ولم يكونوا يدعون الله بإخلاص إلا في الشدائد.
ولو يدعون الله ليلا ونهارا -كما وصفهم الشيخ- لغبطهم عليه زهاد الصحابة! فهذه صورة من الصور الكثيرة الجميلة التي يمدح فيها الشيخ كفار قريش، ليس حبا فيهم؛ ولكن ليقارن بينهم وبين مسلمي عصره؛ ثم ليبني على ذلك تفضيلهم على المسلمين، ثم البناء على هذا كله تكفير المسلمين وقتالهم(5).
पृष्ठ 35