أنواع ودرجات في الحرام والمحظور
تكاد المحرمات في القبائل البدائية أن تربي على المباحات والمحللات؛ لأن المحرمات تشمل القداسة والنجاسة والعصيان والاحتقار والاستقذار، فهناك أمور محرمة لأنها عظيمة مبجلة، وأمور محرمة لأنها نجسة أو مشئومة، وأمور محرمة لأن إتيانها عصيان لرب معبود أو روح قدير، وأمور محرمة لأنها تحتقر وتعاف.
وعدد هذه المحرمات في جملتها كثير يكاد يشمل كل عمل يزاوله الإنسان الفطري، بل ربما كان المباح نفسه داخلا في التحريم على وجه من الوجوه؛ لأنه لا يباح إلا بصلوات وشعائر يعرفها الخبراء، ولا تعم معرفتها كل أحد؛ كالصيد والزرع والحصاد وما شابهها من أعمال الجماعة أو الفرد؛ فإن الخوف من الإقدام عليها بغير صلواتها ورسومها يجعلها في حساب المحظورات.
وقد ترقى الإنسان وترقت معه اللغة، ولم تزل في تعبيراته آثار للتقابل بين القداسة والنجاسة في الممنوعات، فكلمة الحرمة في اللغة العربية تدل على الشيء العزيز العظيم الذي يصان ويحمى بالأرواح والأموال، وقد يشمل الحرام كل إثم يعاب أو يعاف.
وكلمة المنيع أو الممنوع تدل على القوة والرعاية، كما تدل على الرذيلة التي يجب على المرء أن يمتنع عنها ولا يقترب منها.
وكلمة القديسين والقديسات كانت تطلق عند البابليين والكنعانيين على الذكور والإناث الذين ينصبون أنفسهم للبغاء في حرم الربة «عشتروت» أو السارية، وقد ترجمت هذه الكلمة في كتب العهد القديم بكلمة المأبونين والزانيات، وهي في الأصل من القديس أو المقدس، ويقال عن الربة نفسها: إنها كانت خليلة الأرباب ولدت منهم سبعين إلها «إيليم».
وفي القبائل البدائية ثلاثة أنواع من المحرمات المقدسة؛ وهي: «الطوطم»، والوثن أو التعويذة، والتابو أو الحرام الممنوع.
فالطوطم “Totem”
هو الحيوان الذي تحرم القبيلة قتله وصيده لاعتقادها أنها تناسلت منه، أو لأنها ترمز به إلى معبودها وأصل وجودها.
والوثن أو التعويذة - وهو الذي اصطلح علماء الأجناس على تسميته بالفتيش “Fetish” - شيء جامد مصنوع أو طبيعي يحمل في أطوائه روحا لها حق الرعاية والتوقير، ومنها يستمد المرء حماية ومنعة ما دام على شرعتها في المباحات والمحظورات. وقد يكون الوثن صورة أو حجرا أو حصاة أو قطعة من جذع شجرة، أو ألفافا من الشعر وعروق الشجر وما إليها، يصنعها السحرة أو يصنعها الكبار للصغار.
अज्ञात पृष्ठ