217

Husool Al-Ma'mool Bisharh Mukhtasar Al-Fusool Fi Seerat Al-Rasool

حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

प्रकाशक

نادي المدينة المنورة الأدبي

संस्करण

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

शैलियों

بيعة الرضوان:
قال المصنف: «وقد كان ﷺ قبلَ وقوعِ هذا الصُّلْح بَعَثَ عثمان بنَ عفان ﵁ إلى أهلِ مكة يُعْلِمُهم أنه لم يجيء لقتالِ أحدٍ، وإنما جاء معتمرًا، فكان من سيادة عثمان ﵁ أنه عرض عليه المشركون الطَّواف بالبيتِ، فأبى عليهم وقال: لا أطوف بها قبل رسُولِ الله ﷺ. ولم يرجع عثمانُ ﵁ حتى بلغه ﷺ أنه قد قُتِل عثمان، فَحَمِي لذلك رسُولُ الله ﷺ، ثم دعا أصحابَه إلى البيعةِ على القتال، فبايعوه تحت شجرةٍ هناك. ووضعَ ﷺ إحدى يديه عن نفسهِ الكريمةِ ثم قال: «وهذه عن عثمان» ﵁، فكان ذلك أجلَّ من شُهوده تلك البيعة. وأنزل الله ﷿ في ذلك: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ [الفتح: ١٨]، وقال ﷺ: «لا يدخل أحدٌ ممن بايعَ تحتَ الشجرةِ النارَ» (^١)، فهذه هي بيعة الرضوان».
الكلام عليه من وجوه:
١ ــ هذه الحادثة تسمّى ببيعة الرضوان، لأن الله ﵎ أخبر بأنه قد رضي عن أصحابها في قوله: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ [الفتح: ١٨]، وسببها كما أشار المصنف من إشاعة قتل قريشٍ لعثمان بن عفان ﵁.
٢ ــ وقد اختلف في الشيء الذي بايع الصحابةُ عليه النبيَّ ﷺ يومها، فذكر المصنف أنهم بايعوه على القتال، ولم أقف على هذه الرواية، إلا أنها صحيحة من حيث المعني، لأن الرواية في الصحيح أنهم بايعوه على الموت، وفي رواية: على أن ألا يفروا، وفي رواية على الصبر، وكلها روايات صحيحة، ولا تعارض بينهما،

(^١) صحيح مسلم «٢٤٩٦».

1 / 238