219

हुस्न तनब्बुह

حسن التنبه لما ورد في التشبه

अन्वेषक

لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب

प्रकाशक

دار النوادر

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

प्रकाशक स्थान

سوريا

शैलियों

وقال الله تعالى: ﴿مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى﴾ [النجم: ١٧]. وقال: ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (٤)﴾ [النجم: ٤]. فإن فرض أنه حصل من النبي ﷺ ما قد يحول بينه وبين الإدراك من أحوال البشر - كالنسيان -، فإن ذلك يكون في غير وقت التبليغ، بل هو ﷺ في نفس تلك الأحوال مقيم على وظيفة التشريع، والتبليغ، ولذلك كان رسول الله ﷺ يقول: "أَنا لا أَنْسَىْ، وَلَكِنْ أُنسًّى لأُشَرِّعَ (١) "، وفي رواية: "لأَسُنَّ". رواه الإمام مالك، وغيره (٢). وروى أبو داود عن عبد الله بن عمرو ﵁ قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله ﷺ أريد حفظه، فنهتني قريش، وقالوا: تكتب كل شيء ورسول الله ﷺ بشر، فيتكلم في الغضب والرضى، فأمسكت عن الكتاب، وذكرت ذلك لرسول الله ﷺ، فأومى بأصبعه إلى فيه، وقال لي: "اكْتُبْ، فَوَالَّذِيْ نَفْسِيْ بِيَدهِ ما يَخْرُجُ مِنْهُ إِلاَّ حَقٌّ" (٣)؛ يعني: سواء

= (٤٢٣) بلفظ: "والله لأُبْصِرُ من وَرَائِي كما أُبْصِرُ من بَيْنِ يَدَيَّ". (١) في "أ": "أشرع". (٢) رواه الإمام مالك "في الموطأ" (١/ ١٠٠). قال ابن عبد البر في "التمهيد" (٢٤/ ٣٧٥): هذا الحديث بهذا اللفظ لا أعلمه يروى عن النبي ﷺ بوجه من الوجوه مسندًا ولا مقطوعًا من غير هذا الوجه والله أعلم، وهو أحد الأحاديث الأربعة في الموطأ التي لا توجد في غيره مسندة ولا مرسلة والله أعلم، ومعناه صحيح في الأصول. (٣) رواه أبو داود (٣٦٤٦)، والإمام أحمد في "المسند" (٢/ ١٦٢).

1 / 106