لم يقدر أن يشرب الناس محبته ، ولا أن يرجعوا إلى ما كان أحب ، فكان منهم منافقون يعدونه بالنصر ، ويضمرون له الغدر ، يلقونه بأحلى من العسل ، ويخلفونه بأمر من الحنظل حتى قبضه الله تبارك وتعالى إليه. وأن أباك عليا (صلوات الله عليه) قد كان في مثل ذلك ، فقوم قد أجمعوا على نصرته وهم المؤمنون ، وقاتلوا معه الناكثين والقاسطين والمارقين ، وقوم قعدوا عنه وخذلوه حتى مضى إلى رحمة الله وروحه وريحانه ، وأنت اليوم يابن رسول الله على مثل تلك الحال ، فمن نكث عهده وخلع بيعته فلن يضر إلا نفسه ، والله تبارك وتعالى مغن عنه ؛ فسر بنا يابن رسول الله راشدا معافى ، مشرقا إن شئت أو مغربا ، فوالله الذي لا إله إلا هو ، ما أشفقنا من قدر الله ، ولا كرهنا لقاء ربنا ، وإنا على نياتنا وبصائرنا ، نوالي من والاك ، ونعادي من عاداك. وقام إليه برير بن خضير الهمداني (1)، فقال : يابن رسول الله ، لقد من الله تعالى علينا بك أن
पृष्ठ 103