صلاة المسلمين، وصلى بهم أبو بكر سبعة أيام في حياة رسول الله ﷺ، فلما قبض الله ﷿ نبيه واختار له ما عنده ولاه المسلمون ذلك أيضا، وفوضوا إليه الزكاة لأنهما مقرونتان، ثم أعطوا البيعة طائعين غير مكرهين، وأنا أول من سن له ذلك من بني عبد المطلب، ووالله إنه لذلك كاره، يود لو أن أحدا كفاه ذلك، وكان والله خير من بقي، أرحمه رحمة وأرأفه رأفة وأثبته ورعا وأقدمه إسلاما، شبهه رسول الله ﷺ بميكائيل رأفة ورحمة، وإبراهيم حلما ووقارا، سار فينا سيرة رسول الله ﷺ حتى قبضه الله ﷿.
واستخلف بعده عمر بعد أن استأمر أبو بكر المسلمين في ذلكف منهم من رضي ومنهم من كره، وكنت أنا ممن رضي، فلم يفارق عمر الدنيا حتى رضي به من كان كارها، فأقام الأمر على منهاج رسول الله ﷺ ومنهاج صاحبه يتبع أثرهما ويعمل بعملهما، كاتباع الفصيل أمه، وكان والله رحيما للضعفاء والمساكين، وعونا للمظلومين على الظالمين، لا تأخذه في الله لومة لائم، قدضرب بالحق على لسانه، وجعل الصدق من شأنه، حتى كنا نظن أن ملكا ينطق على لسانه، أعز الله بإسلامه الإسلام، وجعل هجرته للدين قواما، وألقى الله ﷿ له في قلوب المؤمنين المحبة، وفي قلوب المنافقين الرهبة، شبهه رسول الله بجبريل، فظا غليظا على الأعداء، وبنوح ﵇ حتفا مغتاظا على الكفار، فمن الذي كان لكما مثلهما رحمة الله عليهما، ورزقنا الله المضي على سبيلهما، فإنه لا يبلغ مبلغهما إلا باتباع أثرهما، والحب لهما، فمن أحبني فليحبهما، ومن لم يحبهما فقد أبغضني وأنا برئ منه، ولو كنت تقدمت إليكم في أمرهما لعاقبت على هذا أشد العقوبة إلا إنه لا ينبغي لي أن أعاقب قبل التقدمة، ألا فمن أتيتبه يقول هذا جلدته جلد المفتري، ألا وخير هذه الأمة أبو بكر
1 / 76