हुरुफ लातिनिय्या
الحروف اللاتينية لكتابة العربية
शैलियों
يقولون كيف لا تحترم رسم القرآن؟
أنا أحترم القرآن لأنه كتاب الله وأساس الدين ومفخرة العربية.
ولكني لست مأمورا ديانة باحترام رسم القرآن: (1) لأن الله لم ينزل به من سلطان، ولم يفرض علينا التعبد له برسم القرآن. و(2) لأنه إذا كان بعض الحمقى تورطوا فادعوا أن رسم كتابة اللغات جميعها - لا رسم العربية فقط ولا رسم القرآن فقط - هو توقيفي علمه الله آدم، فسوى آدم أحرف كل لغة وطبخها كالآجر، ولما هبط إلى الأرض وأتى الطوفان فبعد انحسار مائه وجد أهل كل جهة حروف لغتهم حاضرة لديهم فاستعملوها، إذا كان ذلك البعض تورط في هذا الزعم؛ فإنه - كما ترى - زعم كله بلاهة وتخريف واختلاق، ما كان لعاقل أن يعيره أدنى التفات. و(3) لأنه إذا كان بعض متهوسي الصوفية وبعض المبتدعة قد زعموا أن الحروف والأصوات قديمة، وأنها إذا رسم بها كلام الله أصبحت هي قديمة كقدم كلام الله، فإن عقلاء السنيين قاوموا هذه الفرية ونعوا على أصحابها جهلهم المطبق، وقرروا الحق من أن رسم القرآن، كرسم كل كتابة أخرى، إنما هو من اختراع الإنسان؛ أي إنه حادث لا قديم، ومهما يكتب به القرآن فلن يزال حادثا لا قديما. و(4) لأن صورة هذا الرسم كانت في عهد عثمان بن عفان وكتب مصاحفه بها إنما كانت صورة بدائية سقيمة قاصرة
1
خيف من سخافتها وقصورها أن تضلل المسلمين في قراءة القرآن، فسارع الخليفة عبد الملك بن مروان إلى كشف هذه الغمة، وتولى الحجاج بن يوسف عامله في العراق تنقيط القرآن؛ منعا لالتباس بعض حروف كلماته ببعض، وباشر له التنقيط جماعة من خيرة الحفاظ. ولما لوحظ مع الزمن أن النقط إذا كان يضبط الحروف ويمنع تبديل حرف منها بحرف يماثله في الهيكل، فإنه - كما أسلفت - لا يضبط صورة أداء الحرف من ناحية الحركات والسكون، ولا يمنع التصحيف من هذا الباب، فقد فكر المسلمون في أن كشف هذه الغمة يكون بشكل حروف كلمات القرآن، فشكلوه أولا بالنقط بمداد مخالف، ثم عدلوا إلى شكله بالطريقة الجارية الآن. ولو أن رسم القرآن الذي كتبت به صحف النبي
صلى الله عليه وسلم
والذي نقل بذاته في مصاحف عثمان بن عفان كانت له أدنى قدسية، لما جرأ ابن مروان ولا الحجاج ولا أحد ممن بعدهما - كبر أو صغر - على أن يمس هذا الرسم أدنى مساس. و(5) لأن الكتابة العربية التي اتخذها عثمان بن عفان لرسم القرآن كان جمهور المسلمين يقولون إنها مستمدة من خط الجزم الكوفي، ويظنون أن الكوفي مستمد من المسند الحميري خط أهل اليمن.
2
وما زالوا على هذا الفهم حتى جاء المستشرقون الأوروبيون في القرن التاسع عشر - أي بعد زيادة عن ألف ومائتي سنة من الهجرة - وبحثوا ونقبوا بحثا لا عاطفيا خياليا، بل علميا واقعيا، استنطقوا فيه الجوامد وهي لا تكذب؛ لأنها ليست لها لسان كلسان الإنسان تذبذبه بالإفك والبهتان، استنطقوها ثم بينوا لنا، نحن أهل العربية الساهين، أن النقوش دلتهم على أن كتابتنا أصلها نبطي. كما علمونا - بفضل بحوثهم التاريخية - أن النبط كانوا قوما أشداء من العرب العاربة، منازلهم القسم الشمالي من الجزيرة جنوبي الشام وفلسطين، وأنه كان لهم مملكة قامت من سنة 169 قبل المسيح إلى سنة 106 من بعده، ثم استولى عليها الرومان وأزالوها، وأن عاصمة ملكهم جهة الشمال «سلع» وكان اسمها عند قدماء المؤرخين من الفرنجة «بطرا
»؛ أي
अज्ञात पृष्ठ