حملت بينيلوبي ساندة إياها على أحد جانبيها وأمسكت بذراعه وقادته نحو المطبخ. إنه العصير، هذا ما كانوا يمنحونه للفتاة، هذا ما كان يتحدث عنه هو.
فقالت له: «دقيقة، دقيقة واحدة. ستكون على ما يرام.» حاول أن يتماسك ويستقيم في وقفته، واتكأ بيديه على الطاولة وأخفض رأسه.
لم يكن هناك عصير برتقال، تذكرت أنها قد أعطت ما تبقى منه لابنتها هذا الصباح، وفكرت في أنها يجب أن تبتاع منه، غير أنه كانت هناك زجاجة من المياه الغازية بنكهة العنب، الذي يحب سام وآيرين تناوله عندما يدلفان بعد الانتهاء من العمل في الحديقة. «تفضل.» قالتها بعد أن نجحت في أن تصب له كوبا منها بيد واحدة، كما اعتادت أن تفعل دائما، وأردفت وهو يحتسي الشراب: «أنا آسفة، ليس لدينا عصير، لكن المهم هو تناول السكر، أليس كذلك، ينبغي أن تتناول بعضا من السكريات في تلك الحالة.»
احتسى الشراب وهو يقول: «أجل، السكر، أشكرك.» وبدأ صوته في التعافي بالفعل. لقد تذكرت هذا أيضا بشأن الفتاة التي كانت في المدرسة، وكيف أنها كانت تتعافى بسرعة وبطريقة عجيبة. لكن قبل أن يتعافى أو يهدأ، عندما كان لا يزال يمسك برأسه التي كانت تتمايل، التقت عيناه بعينيها، وقد بدا أنها مصادفة وليست عن عمد، ولم تكن تلك النظرة تعبر عن الامتنان، أو التسامح؛ لم تكن نظرة لشخص، بل بدت لحيوان مشدوه زائغ النظرات، يريد أن يتشبث بأي شيء يراه أمامه.
وفي غضون لحظات، تحولت عيناه ووجهه إلى وجه ذلك الإنسان، الكاهن، الذي وضع كوب المياه الغازية على المنضدة، وبدون أن يتفوه بكلمة غادر المنزل. •••
عندما ذهبت جولييت لكي تأخذ صينية الشاي كانت سارة إما تغط في النوم، أو تتظاهر بذلك، وقد تحولت تماما طريقة نومها، وغفوتها، حتى حالتها عندما تستيقظ، فقد زال الفرق بين الحالتين بحيث يصعب فيها تبين حالتها. وأيا كانت حالتها، فقد تحدثت بصوت يكاد يقترب من الهمس وقالت: «جولييت.»
توقفت جولييت عند عتبة الباب.
قالت سارة: «لا بد وأنك اعتقدت أن دون ربما يكون أحمق، لكنه ليس على ما يرام. إنه مريض بداء السكري. إن حالته جد خطيرة.»
قالت جولييت: «نعم.» «إنه يحتاج إلى إيمانه.»
قالت جولييت بهدوء: «لقد كان جدالا عقيما.» لكن يبدو أن سارة لم تسمعها؛ إذ إنها استمرت في حديثها.
अज्ञात पृष्ठ