قالت: «برغم أن إحدانا قصيرة والأخرى طويلة فإنه ما زال هناك توافق وانسجام.»
لم تفهم جولييت في البداية ما تعنيه سارة، ثم سرعان ما أدركت مقصدها؛ كانت سارة ترتدي تنورة من الكتان الأسود تتدلى حتى منتصف ساقيها، وسترة تلائمها. وكانت ياقة السترة وأطراف أكمامها مصنوعة من قماش أخضر بلون الليمون ومرقط بالأسود. وقد اعتمرت قبعة من نفس القماش الأخضر. لا بد أنها صنعت تلك الملابس بنفسها، أو جعلت إحدى الخياطات تحيكها لها. ولم تكن الألوان تتماشى مع بشرتها، التي بدت وكأن هناك بعضا من غبار الطبشور الناعم قد استقر عليها.
كانت جولييت ترتدي فستانا أسود قصيرا.
قالت سارة: «كنت أتساءل عما سيكون رأيك عني، وأنا متشحة بالسواد في فصل الصيف، وكأني في حداد، وها أنت وقد ارتديت نفس اللون ليكون هناك توافق بيننا، تبدين أنيقة، تعجبني بشدة تلك الفساتين القصيرة.»
قال سام: «ولها شعر أسود طويل وكأنها من الهيبيز.» ثم انحنى ليتطلع إلى وجه الرضيعة وقال: «أهلا بينيلوبي.»
قالت سارة: «يا لها من دمية جميلة!»
ومدت يديها نحو بينيلوبي لتحملها؛ بالرغم من أن الذراعين اللتين انزلقتا من كميها بدتا شديدتي الوهن بدرجة يصعب معها حمل أي شيء. ولم تكن بحاجة إلى ذلك؛ لأن بينيلوبي التي توترت عند سماعها لصوت جدتها لأول مرة، راحت تصرخ وتبعد نفسها، وتدس وجهها في عنق جولييت.
ضحكت سارة قائلة: «هل أنا مخيفة إلى هذا الحد؟» مرة أخرى لا تستطيع سارة التحكم في صوتها جيدا؛ فكان يعلو في نبرات حادة ثم يتهدج وينخفض، مما يلفت الأنظار إليها. لم يكن هذا بالأمر الجديد تماما. كانت جولييت تدرك أن الناس ربما كانوا يتطلعون دائما إلى طريقة أمها عندما تضحك أو تتحدث، ولكن قديما، كان الأمر يبدو أنه مرح فجائي، كان شيئا محببا وينطوي على الأنوثة والجاذبية (بالرغم من أن ذلك لم يكن يروق للجميع؛ فبعضهم كان يقول إنها تحاول أن تلفت الانتباه فحسب).
قالت جولييت: «إنها متعبة للغاية.»
قدم لها سام السيدة الشابة التي كانت تقف وراءهم، وتبعد عنهم بمسافة كما لو أنها تحرص على ألا يعرفها الآخرون كجزء من مجموعتهم، وفي الواقع، لم يدر بخلد جولييت أنها يمكن أن تكون كذلك بالفعل. «جولييت، هذه آيرين إيفري.»
अज्ञात पृष्ठ