हुरूब दाऊद रसूल

सैयद क़िमनी d. 1443 AH
132

हुरूब दाऊद रसूल

حروب دولة الرسول (الجزء الأول)

शैलियों

قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين (الأنفال: 38).

والبرقية هنا رغبة في السلم، لكنها رغبة المقتدر؛ لذلك فهي نصيحة أكثر منها رغبة، فإن تنتهوا وتعودوا إلى مكة، يغفر الله لكم ما قد سلف، وبمعنى موضوعي توقف ما جرته الأحداث الماضية على مكة. لكن النص هنا جاء مصحوبا بذكر الملأ القرشي الذين أهيل عليهم تراب القليب البدري، «فقد مضت سنة الأولين.» أي مضى الأشياخ ومضت معهم سنتهم ونهجهم، ولا معنى للاعتراك على ثأر لقوم ذهبوا. لكن ذلك التذكير كان كفيلا بتأجيج لهيب الذكرى وحمية الرغبة في الثأر، بضرب تلك القوة اليثربية التي إن بقيت فستقضي تماما على قريش وتجارتها. وحتى يتم تأمين طريق الإيلاف مرة أخرى، بعد أن أشرفت مكة على الهلاك بحصارها الاقتصادي .

ووقف «أبو سفيان» (صخر بن حرب) يؤكد أن سنة الأولين باقية، بتصرفه تصرف «عتبة بن ربيعة» في بدر، فقال ينادي أهل يثرب بعدم رغبة مكة في قتال يثرب، ويعلنهم أنهم يريدون فقط غرضا محددا، يتضح في قوله:

يا معشر الأوس والخزرج، خلوا بيننا وبين بني عمنا، وننصرف عنكم.

لكن الرجل «بسنة الأولين أيضا»، وكرأس من رءوس قريش، لم يع حتى الآن ما تمخضت عنه ظروف التطور، ولم يدرك ما جد في وجدان الأنصار ووعيهم، وأنهم قد أدركوا ممكناتهم ومستقبلهم، وأنهم قد أصبحوا المنافس الحقيقي لمكة، ليس فقط على الطريق التجاري، إنما أيضا على من بالحجاز جميعا، فكان ردهم أقبح الشتائم بأقذع اللعنات لأبي سفيان ورهطه.

17

وهنا قامت «هند بنت عتبة» مع نساء مكة وصباياها الغيد، اللائي ترفلن في النعمة، فمشقوا القد، وحازوا الحسن واللطافة، يضربن الدفوف يحرضن رجال مكة ويغنين، مستخدمين أفصح فحيح أنثوي للإغراء، بنداء الوصال «وي-ها»:

ويها بني عبد الدار

ويها حماة الأديار

ضربا بكل بتار

अज्ञात पृष्ठ