मानवीय स्वतंत्रता और विज्ञान: एक दार्शनिक समस्या
الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية
शैलियों
وهذا يجعلنا نقتبس قول دستويفسكي في «الأخوة كرامازوف»: لو لم يكن الله موجودا لأصبح كل شيء مباحا. لنقول: «لو كان العالم حتميا لأصبح كل شيء مباحا.» فلا جدوى من محاولة منع أي شيء، ونحن ومحاولة منعه واقعون في قبضة القوانين الجبارة، التي تحكمنا وتحكم العالم، وإن كان ثمة مسئولية، فهي عليها لا علينا، هذا الوجه من وجوه معضل الحرية في العالم الحتمي، جعلها مشكلة أخلاقية، لا بد وأن يتعرض لها عالم الأخلاق، وأدخل العلم في صدام مع الأخلاق، أحدهما يستبعد الآخر، فتفاقمت حدة الصراع بين العلم والدين.
وسنرى في نهاية الفصل القادم الشيزوفرينيا التي أنجبها التناقض بين الحتمية والحرية في قلب الإنسان، والآن نجد العالم الأخلاقي تشارلز كامبل يشير إلى هذا التناقض في تحليله لفينومينولوجية
45
الإرادة الحرة من حيث كونها مقدمة شرطية لزومية للأخلاق، وأن المسئولية الخلقية تدور معها وجودا وعدما، وكانت خلاصة تحليلات كامبل الفينومينولوجية أن الحتمية تستطيع أن تأتينا بحجج مقنعة نظريا ضد الإرادة الحرة، بيد أن المأزق الأخرق الذي سينجم عن هذا هو أن الإنسان سينكر نظريا ما عليه أن يقره عمليا من حرية ومسئولية خلقية، ليكون ثمة صراع جوهري وأساسي بين الجانبين النظري والعملي في طبيعة الإنسان، إنه تناقض في صميم قلب الذات، وينتهي كامبل من هذا، إلى أن الحتمي عليه أن يعتني أكثر بالتحليل الفينومينولوجي ليرينا إن كان يستطيع تأكيد أن الإرادة الحرة ليست بالفعل عنصرا منيعا في الوعي العملي الذي يحياه الإنسان.
46
الحتمية العلمية تجعلنا ملزمين عقليا، لا بالتخلي عن الأخلاقيات فحسب، بل وبالتخلي أيضا عن مجرد الأحكام التقييمية، وعن الاتجاهات المرتبطة بها، التي تتضمن الإعجاب والاحتقار والفخر والعار والاحترام والإعابة ... إلخ، وقد أسماها ستراوسون اتجاهات انفعالية
Reactive Attitudes ، إنها ذاتية، تجاه الأفراد على قدر ما هم أشخاص، وفي مقابلها ثمة الاتجاهات الموضوعية
Objective
كتلك التي تكون تجاه الحيوانات والآلات والأطفال الصغار، إذا صحت الحتمية، فلن نتنازل فقط عن ممارسة الثواب والعقاب، بل وأيضا عن الاتجاهات والأحكام الانفعالية التي تعبر هذه الممارسة عنها، ونتبنى فقط الاتجاهات الموضوعية نحو أنفسنا ونحو الآخرين، مثلما نتخذها إزاء أي موضوع آخر أوليست الحتمية العلمية معقل هذا التصور للموضوعية. سنظل نلوم ونعاقب ونمدح ونذم، ونحاسب المجرمين، ولكن لن يكون هذا تعبيرا عن الإعجاب والاستهجان، بل فقط مسألة موضوعية، هي تعبير عن هدف مؤداه تغيير الآخرين حتى يلائموا احتياجاتنا، كما نعاقب أو نثيب حيوانات المعامل أو السيرك على قدر استجابتها للتمرين؟!
47
अज्ञात पृष्ठ