मानवीय स्वतंत्रता और विज्ञान: एक दार्शनिक समस्या
الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية
शैलियों
82
ثم إن التعددية ترتبط ارتباطا متينا بالأشياء كما هي في تنوعها واختلافها، وتلتحم بالصراع المحتوم في ميدان الحياة، كل فرد منا في هذا الخضم البرجماتي ينبغي أن يواجه العالم ويتصدى للحياة، فيؤدي دوره ويختار مصيره.
83
وإذا تساءلنا لماذا؟ أو بتعبير برجماتي أدق: ما فائدة التعدد واللاحتمية وحرية الإرادة الإنسانية؟ لكانت إجابة جيمس: لكي نقهر الشر. نزعة جيمس العملية والعلمية التجريبية والواقعية الجديدة، تفرض عليه الاعتراف بحقيقية الشر وواقعيته وبجدوى الجهود الإنسانية المبذولة لقهره أو تقليصه إلى أضيق نطاق ممكن، من أجل حياة أسعد، عارض جيمس بشدة الطلاق الأفلاطوني للخير من حيز الوجود، وأصر على أن المثل الأعلى والواقع مطردان مستمران باتصال ديناميكي، إلا أن جيمس لم يكن أقل معارضة من جورج سانتيانا لأي اختزال للمثالي إلى الواقعي، المثل الأعلى شكل مفضل للحياة شيء يتحول إلى واقع عن طريق طاقة الإرادة.
84
وها هنا نتبين جدوى الحرية، وأفضلية عالمها اللاحتمي التعددي، إنه سيظل دائما في دور التشكيل والتقويم بينما عالم الواحدية ثابت لا يتغير، يعتقد جيمس أن هذا العالم إذا خلا من الشرور واستجاب لجميع مطالبنا، لما كان لنا (أو بالأصح لما كان ثمة فائدة برجماتية) من أن نعترض على أن يكون موضوع ضرورة - مطلقة - غاية الإطلاق، ولما كان لنا الحق في الحرية، فغاية ما نصبو إليه في عالم اجتمعت له كمالات إلهية هو أن نتأمل وحدته في سموها ونعمل على صونها، كما يفعل الحتميون، ولكن الأمر يختلف في هذا العالم الذي نمارس فيه فعلا تجربة الحياة ويحاول العقل فهمه، من الأكيد أنه في حاجة إلى الإصلاح والتعديل، وهذه حاجة تنفيها الحتمية، أما جيمس فيعلن بلا حتميته أن العالم يمكن أن يكون أفضل، وهذا الإمكان ليس تصوريا فحسب، بل هو واقعي وعملي، ويتضمن واقعتين؛ أولا: نحن متأهبون، بما اجتمع لنا من مثل عليا وما تحمله الحرية من مسئولية بإزائها، للنضال من أجل تحقيقها، ويقتضي منا هذا أن نتدخل تدخلا فعالا في مصير العالم، وثانيا: هذا العالم ليس كتلة صارمة وإنما هو جماع من عناصر مستقلة، بحيث يمنعنا من أن نعزل جانبا ما يتراءى لنا شرا.
85
وكان هذا الدافع البرجماتي وراء قول جيمس إن اللاحتمية بتعدديتها هي الوسيلة الوحيدة لتحطيم هذا الكون إلى أجزاء خيرة وأجزاء شريرة، تمهيدا لمناصرة الأولى ضد الثانية.
وأخيرا بقيت ملاحظة أن جيمس أحاط تماما بهذا التبرير البرجماتي لقضية قهر الشر؛ فلم يفته وجهها المقابل للحتمية الفيزيقية أي الوجه الثيولوجي، من المعروف أن الشر والإله ذا القدرة الشاملة ينجم عنهما معضل: فلو كان هناك مثل هذا الإله الشامل القدرة للزم أن يكون مسئولا عن كل ما يقع، والشر بعض ما يقع، فإما أن نقول إن الرب عندئذ مسئول عن الشر أو إنه عاجز عن درئه، وجيمس يفضل البديل الثاني والعجز هنا معناه أن الرب لا يحيط بكل شيء في الوجود، بل هناك إلى جانبه سائر العقول والإرادات، وهي أدنى منه وأصغر غير أنها موجودة ومسئولة عما تصنع،
86
अज्ञात पृष्ठ