मानवीय स्वतंत्रता और विज्ञान: एक दार्शनिक समस्या
الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية
शैलियों
هكذا كان جيمس في طليعة أنصار الحرية، وفي طليعة أنصار اللاحتمية، بيد أن لاحتميته ما كانت ترقيعا لإيمانه بالحرية، ولا كانت الحرية ترقيعا لإيمانه باللاحتمية، فقد «كانت فلسفته دائما مجموعة وثيقة التركيب من المعتقدات التي وفقت بينه وبين الحياة، والتي نادى بها ودعا إليها، كما يبشر صاحب الدعوى بسبيل الخلاص»،
40
وسنلاحظ فيما يلي كيف تتكاتف وتتجادل جوانب فلسفته، لتأتي بهدفنا الأول، أي إثبات الحرية الأنطولوجية للإنسان طالما أن العالم لاحتمي، ثم الهدف الأبعد والمترتب على هذا، في القضاء على ثنائيات الشيزوفرينيا التي أتت من استحالة إثبات الحرية في العالم الحتمي. ••• (33) وقد كان لجيمس أسفاره العديدة، وصلاته الشخصية الحميمة ومراسلاته مع أقطاب الفكر في عصره، ولكننا نجد شتاء (1872-1873) فصلا هاما في حياته كمعلم، وبدء تراسله مع شارل رينوفييه أعظم المؤثرين عليه بلا جدال، منه تعلم التعددية وكان ذروة ما أخذه منه، بعد أن أتم قراءة الجزء الأول من محاولاته، هو ما سجله في مذكراته اليومية بتاريخ 30 إبريل 1870: «أول عمل لي من أعمال الإرادة الحرة هو أني سأؤمن بالإرادة الحرة».
41
من الناحية الأخرى، استفاد جيمس من علاقته بتشارلز ساندرز بيرس
Ch. S. Pierce (1839-1914)، وهو في طليعة فلاسفة العلم التقدميين المنشقين على عقيدة الحتمية العلمية انشقاقا بائنا، من منظور قضية الحتمية واللاحتمية العلمية يعد بيرس أعظم فيلسوف علم لأنه الوحيد الذي تفرد بالإقرار باللاحتمية العلمية - إبستمولوجيا، مع الاعتراف بصدق نظرية نيوتن، وبغير أن أو قبل أن يتسلح بانهيار الميكانيكية الكلاسيكية؛ لأنه لم يدرك زمانيا نظرية الكوانتم، وتبوءها السيادة في الفترة 1925-1927، ولأن بيرس بلاحتميته كان سباقا لعصره، فإن معاصريه لم يهتموا به وكان الإهمال والغبن الذي لاقاه في حياته أمثولة.
في عام 1892 جاهر بيرس بأن نظرية نيوتن حتى ولو كانت صادقة فإنها لا تعطينا أي مبرر للاعتقاد في الحتمية الشاملة، لقد اعتقد مع كل الفيزيائيين في عصره أن العالم ساعة مهيبة الانتظام، تسير وفقا لقوانين نيوتن، وعلى الرغم من هذا، رفض اعتباره هكذا حتى أدق تفاصيله ، فأشار إلى أننا لا نستطيع أن نعرف مثل تلك المعرفة التي يدعيها الحتميون، ومن ثم استنتج بيرس أننا أحرار في أن نحدس وجود لاتعين ما أو عدم اكتمال في هذه الساعة، فليس العالم في نظر بيرس محكوما فقط بقوانين نيوتن الصارمة، لكنه أيضا محكوم في أحايين معينة بقوانين المصادفة والعشوائية واللانظام، وعضد بيرس هذا بالإشارة الصائبة إلى أن كل الأجسام الفيزيائية خاضعة لحركات الجزيئات المماثلة لحركة جزيئات الغاز، هكذا كان بيرس أول فيزيائي وأول فيلسوف يأتي بعد نيوتن ويجرؤ على أن يقر بعنصر المصادفة واللاحتمية،
42
وقد فعل هذا لكي تكتمل إبستمولوجية اللاحتمية.
ولكي تكتمل أنطولوجية اللاحتمية أقر بموضوعية المصادفة، مؤكدا أن استقلال الوقائع أساس طبيعي لها. شن حربا شعواء على تفسير الحتميين الذاتي لها، فقال إن اعتبار المصادفة نتيجة للجهل أكثر فلسفات المصادفة شيوعا لأنها أكثرها ضحالة، يقول بيرس: «إنني لست في حاجة إلى أن أضيع جهدا في أشد محاولات التحليل ضعفا تلك التي تجعل المصادفة تتألف من جهلنا.» المصادفة إذن ليست اسما نخفي به جهلنا كما يقال، بل لها حقيقتها الموضوعية التي تقوم عليها كثير من النظريات العلمية مثل النظرية الحركية للغازات ونظريات الاقتصاد السياسي، والتي لا تتعارض مع قيام الانتظام بل قد تساعد على قيامه،
अज्ञात पृष्ठ