وقول أمير المؤمنين صريح في أنه حسني لا حسيني، لأن الحسن والحسين مشبهان من بعض الوجوه بإسماعيل وإسحاق، وإن لم يكونا نبيين.
ولهذا كان النبي ﷺ يقول لهام: "أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة" ١.
ويقول: "إن إبراهيم كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق".
وكان إسماعيل هو الأكبر والأحلم.
ولهذا قال النبي ﷺ وهو يخطب على المنبر: "إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين" ٢.
فكما أن غالب الأنبياء كانوا من ذرية إسحاق، فهكذا كان غالب السادة الأئمة من ذرية الحسين، وكما أن خاتم الأنبياء الذي طبق أمره مشارق الأرض ومغاربها كان من ذرية إسماعيل، فكذلك الخليفة الراشد المهدي الذي هو آخر الخلفاء يكون من ذرية الحسن.
وأيضا فإن من كان ابن سنتين كان في حكم الكتاب والسنة مستحقا أن يحجر عليه في بدنه، ويحجر عليه في ماله، حتى يبلغ ويؤنس منه الرشد، فإنه يتيم، وقد قال الله تعالى: ﴿وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ﴾ ٣.
_________
١-أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء باب ١٠. وأبو داود في تاب السنة باب ٢٠. والترمذي في الطب باب ١٨ وابن ماجة في الطب باب ٣٦. وأحمد ١/٢٣٦-٢٧٠.
٢-أخرجه البخاري في كتاب الصلح باب٩، وفي فضائل أصحاب النبي باب٢٢، وفي الفتن باب٢٠، وفي المناقب باب ٢٥. وأبو داود في كتاب السنة باب ١٢، وفي المهدي باب٨. والترمذي في المناقب باب٢٥. وأبو داود في كتاب السنة باب١٢، وفي المهدي باب ٨. والترمذي في المناقب باب٣٠. والنسائي في كتاب الجمعة باب٢٧.
٣-سورة النساء، آية:٦.
1 / 53