ومع علمهم بربهم ، وتقديره حق قدره ، فإنهم لا يعلمون من علمه إلا ما علمهم ، وإن الله ليؤكد لنا هذا عمليا ، ويعلنها علينا في القصص والآيات ،
فها هو نوح عليه السلام ، وهو قدوة الرسل وهدف أولى العزم وهو العبد الشكور الصبور ، ها هو لا يعلم من عمل ابنه شيئا
وهو أخص وأقرب الناس إليه ، ومعاصر له ، بل وساكن معه في بيته وكذلك لا يعلم من أعمال امرأته شيئا ، وهي أقرب إليه من ابنه ، كما هو شأن المرأة مع زوجها ،
فبعد أن أطبق الماء على قوم نوح وحال بينه الموج وبين ابنه ، يقول الله
(ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين) هود 45
إنه كان لا يعلم إن ابنه فيمن سبق عليهم القول ، ولهذا فإن ربه العليم يرد عليه ، ويعلمه ما يجب عليه
(قال يانوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين) هود46
وهكذا ينتبه نوح ويستغفر ، ويستعيذ ويعتذر
(قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين) هود 47
ولو أردنا أمثلة أخرى عن بقية الأنبياء ، لأوردناها وكلنا نخاف الإطالة ولكني سأنقلكم ، من أولهم إلى خاتمهم ، الرسول النبي الأمي الأمين المرسل للعالمين ،
अज्ञात पृष्ठ