48

हुना कुरान

هنا القرآن - بحوث للعلامة اسماعيل الكبسي

शैलियों

فالحكم في ذلك اليوم لله وحده ، ولقد تأكد هذا المعنى في آية أخرى من سورة الإنفطار

(وما أدراك ما يوم الدين ?17? ثم ما أدراك ما يوم الدين) الإنفطار 17/18

إنهما آيتان ، تريد أن ترسخ في الأذهان ، حقيقة هذا اليوم فتصدرها الاستفهام ، بشكل متكرر ليصل إلى الأذهان ، بأسلوب لا ينسى ولا ينكر ، ثم يأتي الجواب ، الذي يثبت المعنى ويقرر

(يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله) الإنفطار 19

هل بعد هذا البيان الواضح ، والتأكيد الأقوى المبين ، يبحث الواهمون عن شفعاء في يوم الدين ، كلا فالأمر والحكم والملك في ذلك اليوم لله رب العالمين لا سوى ،

ومن شاء أن يستشفع إليه بسواه ، فقد جعل له شريكا في ملكه ، وجعل له نقصا في علمه ، وألصق إليه ظلما في حكمه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، فهو العليم بكل شيء ،

وهو الحاكم الحق وهو أحكم الحاكمين، وبيده الملك وهو على كل شيء قدير ، فكيف تتوسط إليه ، بالذين لا يملكون شيئا ولا يقدرون ،

وكيف تستشفع إليه بمن لا يعلمون ، حتى ولو كانوا ملائكة أو أنبياء أو مرسلين

(يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب) المائدة 109

(إنك أنت) هذا الضمير يسمى ضمير فصل ، وهو يفيد الحصر والقصر فهو العليم وحده ، وهو علام الغيوب لا سواه ، وهذا هو الحق

अज्ञात पृष्ठ