وبعد فلعل سورة طه قد أضافت إلى الموضوع البيان الذي لا يضاها، فهل يكفي أم تريدون المزيد الذي يشفي. لن أدخل بكم في محراب الأنبياء وسورتهم، ولن آخذكم إلى محراب الحجاج من الناس وقبلتهم، ولن أشغل المؤمنين الذين هم في صلاتهم خاشعون، ولن أعود بكم إلى سورة النور، التي تؤكد أن القرآن أنزل سورا من الله الخبير كما عرفنا قبل هذا. ولكني سأرقى بكم الى المقام المبارك، الذي ينفرد به الله ولا يشارك: (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا(1)الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا(2)). إنها سورة الفرقان وإن فيها لنا مزيد من البرهان، ويكفي أن أدعوكم إلى المرور عليها مرور الكرام، فإن البركات ستفتح عليكم ما دمتم تمرون على الآيات بوعي واهتمام، وبإمعان أولي الأفهام، إن البركات ستنهال عليكم والسلام، وكيف لا وأنتم من عباد الرحمن (الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما(63)). لقد بدأت السورة بالفرقان، وانتصفت وهي تتحدث عن القرآن: (وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا(30)). وقاربت الختام وهي تتلفت إلى القرآن: (قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا(57)). ثم ختمت بقوله: (قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما(77)). إن الفرقان يدعو الناس للإسلام لينالوا سلاما، وينذر الناس العذاب فإن كذبوا فسوف يكون لزاما. وهكذا فإن السورة بما بدأت تختم، وتكرس لموضوع واحد هو القرآن وبه تهتم، أليس في هذا ما يؤكد القضية ويدعم. قد استدعي شهود آخرين ليسو في مستوى الفرقان وعباد الرحمن، ولكن لهم عند الله شأن إذا كانوا من أهل الإيمان، أتدرون منهم أيها الأحباء؟. إنهم إخواننا الشعراء. قد تقولون: فماذا سنجد لديهم من الأدلة على ما تقول وهم يقولون ما لا يفعلون؟. أقول: نعم، ولكنهم قد ينفعون إذا كانوا لله ذاكرين، وهذا هو السبيل لكل الناس ليكون عند الله من المحسنين المقربين، فمهما كانت أعمالهم ومهنهم الدنيوية فأعمالهم هي التي تبرئهم عند رب البرية.
نعم الشعراء هم فئة هامة في المجتمع إذا كانوا مؤمنين بالله وله ذاكرين، وللحق منتصرين من الظالمين، وللفساد مقاومين، وللجهاد داعين، وإليه سائرين، ولهذا كانت السورة باسمهم؛ لأنهم عنصر في الأمة مهم، وصوف رفيع للدفاع عن أمتهم. إنهم يفصحون عن ضمير الأمة، ويقولون الحق في كل قضية ومهمة، ولهذا فإن السورة مفصحة عما نريده من الأدلة على أن سورة القرآن كانت تنزل كاملة. سورة الشعراء. إن السورة تبدأ بقوله تعالى: (طسم(1)تلك آيات الكتاب المبين(2)). ثم تخاطب النبي المبلغ للكتاب: (لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين(3)إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين(4)). إذن فالآيات التي يريدها المكذبون تعني تلك الآيات التي جاء بها موسى وعيسى وصالح فكذب بها الأولون، لكن الله هنا يؤكد للنبي وللناس أجمعين أنه غير عاجز عن إنزال آية تخضع الرقاب، ولكنه يكتفي بهذه الآيات في هذا الكتاب، ولكنهم يعرضون عن العلم الذي يأتيهم من الرحمن؛ لأنهم متبعون للهوى الذي يقودهم إلى الخسران، فالاستهزاء عاقبة الهوان. ومع ذلك فهو الله يوجه الناس إلى التفكير في آيات الأرض البينات، التي تفصح عنها كل المخلوقات: (إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين(8)).إن آيات الخلق تدل على الحق، وتدل على أن الله عليم بكل شيء، وغني عن كل شيء وحي، ولكنه يرسل الرسل وينزل الذكر رحمة بالناس، وهو الرب العزيز الغالب على أمره، والرحيم بالإنسان رغم كفره: (وإن ربك لهو العزيز الرحيم(68)). وبهذه الصفات لرب العالمين، أنزل هذا الذكر للعالمين، وبهذا العلم المحيط بالأولين والآخرين؛ بدأت السورة تقص قصص السابقين، وتتوالى الآيات من موسى، وآياته مع فرعون وإفكه، إلى شعيب مع أصحاب الأيكة، وكلهم كذب المرسلين، فكان الهلاك مصير الأولين والآخرين. (إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين(103)وإن ربك لهو العزيز الرحيم(104)). وحينما تنتهي الآيات من القصص المنيرة، تعود إلى ما بدأته السورة؛ وهو التأكيد على أن آيات الكتاب المبين، تنزيل من رب العالمين (نزل به الروح الأمين(193)على قلبك لتكون من المنذرين(194)بلسان عربي مبين(195)). إذن فمحمد من المنذرين، ومسبوق بغيره من المرسلين، وهذا القرآن هو الذي عند السابقين، (وإنه لفي زبر الأولين(196)). فالكتاب واحد، والدين واحد، والتنزيل من الله الواحد، ومنه نزل القرآن سورا متواصلة الآيات، بدليل هذه النهاية التي تتصل بالبدايات، وهكذا تتواصل الآيات حتى آخر السورة، وهي تتحدث عن القرآن، وتواصل التأكيد على أنه نزل بعلم الرحمن، وأنه العليم بكل ما يكون وما كان، وهو معنا في كل حال ومكان؛ ولهذا فإن التوكل عليه اطمئنان. (وتوكل على العزيز الرحيم(217)الذي يراك حين تقوم(218)وتقلبك في الساجدين (219)إنه هو السميع العليم(220)). ألم تكن شهادة الشعراء قوية الدلالة، بليغة الأداء، تزيد الموضوع سطوعا وجلاء؟؟بلى بلى،
ولكن النمل على الشهادة أقوى رغم عجمتها؛ فلقد كانت في واديها حارسة يقضة لأمتها، صادقة في كلمتها، فلنستشهد بها في القضية، ولنجعلها مع الناس مستوية، لنقرأ البداية في سورة النمل: (طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين(1)) ثم قوله تعالى لرسوله: (وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم(6)). فالحكيم العليم هو الملقي، والرسول الأمين هو المتلقي، والذي يلقى هو آيات القرآن وكتاب مبين، وهكذا تبدأ السورة وبالحكمة والبيان تقص القصص السليمانية والسبائية، ثم تختم بقصة قوم صالح الفاسدين، الذين يخافون من الصالحين، وقوم لوط الملوثين، الذين يكرهون المتطهرين: (أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون(56)). وهنا تبدأ الآيات تثني على الله، الذي لا إله سواه، ولا يعلم الغيب إلا هو، وتفصح عن بديع خلقه: (صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون(88)). وهذا البديع الخبير، وهذا الإله العليم القدير، هو الذي أنزل القرآن للإنسان، وبدأ السورة بالقرآن، وختمها بالقرآن. وها نحن نقرأ ما يقوله لرسوله محمد الذي تلقى منه القرآن، ونقرأ كيف يعلمه بحنان، ويدله على القول الحكيم القوي البرهان: (إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين(91)وأن أتلو القرآن). فإنما أمر محمد من ربه بأن يعبده وحده بإخلاص ويقين، وصفته أنه من المسلمين، المؤمنين بما أنزله رب العالمين. أما مهمته فهي محصورة فقط، ومقصورة على قوله: (وأن أتلو القرآن) فالقرآن مهمته، وإبلاغه إلى الناس وظيفته، وتلك مهمة رفيعة المقام الكريم، لأنه تلقاه من حكيم عليم. ثم إن الله معه يعين، وهو عليم بالضالين وبالمهتدين. (فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين) (بقية الآية92). إنه واحد من المنذرين، وليس بدعا في المرسلين، بل دينهم له دين، وهو خاتمهم إلى العالمين. وما عليه إلا إبلاغ الآيات، وسيعرفها الناس بإذن الله مهما طالت السنوات، فالله عالم بالخفيات ، (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون(93)). أليست شهادة النمل واضحة الدلالة بأن السور تنزلت كاملة الآيات؟.بلى بلى إن ذلك واضح لكي ذي لب ذاكر، وقلب شاكر (إنما يتذكر أولوا الألباب)
وبعد سورة الشعراء أدعوكم إلى ما قص الله في سورة القصص وما تلى، لقد بدأتها بقوله: (طسم(1)تلك آيات الكتاب المبين(2)نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون(3)). هكذا تبدأ السورة بالإشارة إلى آيات الكتاب، وتشير إلى فحوى السورة باقتضاب، ثم تنطلق القصص وتتوالى الأحداث وتتلى، حتى تصل إلى المنتهى. فإذا بالآيات تعود إلى الحديث عن القرآن، فتؤكد أولا أن الله قد أنزل على موسى الكتاب وفيه دليل على إنزال القرآن والبرهان؛ (ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون(43)). فالله من شأنه أن يرسل الرسل وأن ينزل الكتب والناس محتاجون لهداه ورحمته، وعليهم أن يصدقوا لعلهم يتذكرون. وما كان لمحمد علم بما كان، لولا هذا الوحي من الرحمن؛ (وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين(44)ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلوا عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين(45)وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون(46)). وإذن فالغاية واحدة والشأن مستمر والرحمة متواصلة والتذكر مرجو للناس في كل حين، وهكذا أنزل القرآن على محمد خاتم النبيين، ولكن الناس كانوا وما زالوا يواجهون ما أرسل بالارتياب والتكذيب، ويطلبون من الرسل البراهين، والحق أمامهم واضح لكل العاقلين. (فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون(48)قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين(49)). لكن الظالمين لا يسمعون ولا يعون الحجاج، بل يتبعون اللجاج، والهوى والاعوجاج (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين(50) ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون(51)).فالحجة قد لزمتهم وهم ظالمون، ومع هذا فغفلتهم طاغية،وأعذارهم واهية؛ (وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا) إنه عذر سقيم عقيم، ولهذا فالله يبطله بقوله الحكيم: (أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون(57)). وهكذا يستمر الحجاج، مع أصحاب اللجاج، وتتوالى الآيات في السورة تضع البراهين على أن آياتها متواصلة غير مبتورة، حتى تصل إلى قصة قارون التي لها صلة بموسى وفرعون، ولتؤكد أن القصص تتوالى بالحق لقوم يؤمنون، حتى تصل إلى نهاية السورة لتعلن أن الختام يؤكد البداية، فاستمعوا وعوا: (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين(85) وما كنت ترجوا أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا للكافرين(86))، فالسورة كاملة تتلى وتلقى، والآيات من أولها إلى آخرها تتوالى.
لعل سورة القصص قد أوضحت القضية بصورة جلية، ولعلي لا أكلفكم شططا إذا واصلت استعراض السور على التوالي، ولهذا فأنا أدعوكم إلى تدبرها بشكل انفرادي، ويكفي أنني قد وضعت أمامكم منهج البحث والتدبر، وأصبح أمامكم السبيل سهلا للاستبصار والتذكر. فسورة لقمان وسورة السجدة كلها حديث عن القرآن وموضوعهما هو التأكيد على أنه من الرحمن، فتأملوا بإمعان لتجدوا القضية واضحة للعيان، ولنشرع الخطو مستأنسين بسورة يس. فنجدها تبدأ بقوله: (يس(1)والقرآن الحكيم(2))، ويتوسطها قوله تعالى: (وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين(69)لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين(70))، فالضمير يعود إلى القرآن، وكأنه قريب من الأذهان، مع أن ذكره قد سبق هذه الآية بسبعين آية.وكذلك نجد القضية في سورة (ص): فقد بدأت بقوله: (ص والقرآن ذي الذكر(1))، ويتوسطها قوله تعالى خلال قصة داوود وسليمان: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب(29))، ثم يعود إلى قصة سليمان وتتواصل القصص حتى يقول: (قل هو نبأ عظيم(67)أنتم عنه معرضون(68))، وتنتهي السورة بقوله تعالى: (إن هو إلا ذكر للعالمين(87)ولتعلمن نبأه بعد حين(88)).
وكذلك نجد السور السبع المسماة الخواتيم أو بالمثاني (غافر وفصلت والشورى والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف)؛ كلها تبدأ بالحديث عن القرآن، وتختم به، ولست بحاجة إلى تكرار إيراد الآيات، لكن سورة الزخرف يتوسطها قوله تعالى إشارة إلى القرآن: (وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعوني هذا صراط مستقيم(61))، وهي مرتبطة بقوله تعالى فيها: (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون(44))، وهما مرتبطتان بأول السورة (إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون(3)).
ولنمض مسرعين متجاوزين سورة محمد والفتح والحجرات لنصل إلى (ق) والذاريات وما تلاهما من السور المتواصلة الآيات، بشكل لا يمكن أن يسمح لأحد أن يدعي أنها نزلت على فترات.فإن سورة (ق) تبدأ بقوله تعالى: (ق والقرآن المجيد(1)). وتنتهي بقوله تعالى: (فذكر بالقرآن من يخاف وعيد(45)). وهكذا أخواتها؛ فالذاريات يأتي قبل ختامها قوله: (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين(55)) . والطور يأتي وسطها قوله تعالى: (فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون(29)). ويستمر الحجاج به إلى آخرها،
وكذلك النجم، إنها كلها عن القرآن: (والنجم إذا هوى(1)ما ضل صاحبكم وما غوى(2)وما ينطق عن الهوى(3)إن هو إلا وحي يوحى(4)). والختام هو: (أفمن هذا الحديث تعجبون(59) وتضحكون ولا تبكون(60)وأنتم سامدون(61)فاسجدوا لله واعبدوا(62)). أما القمر والرحمن والواقعة فهل يستطيع أحد أن يدعي أن آياتها مقطعة؟.بل لعل النجم والرحمن تضيء الطريق إلى نهاية القرآن، وتؤكد لنا أن السور كانت تنزل كاملة متصلة البيان مترابطة البنيان، إذ كيف ننكر الإبتار والانقطاع على الإنسان ونلصقه بالرحمن، سبحان الله سبحان، عن هذا الافتراء والبهتان. إنه: (الرحمان(1)علم القرآن(2)خلق الإنسان(3)علمه البيان(4)). فالإنسان علمه الرحمن البيان، فكيف يصبح أفصح من المعلم في البيان؟.وكيف ننكر على الإنسان الانقطاع في الكلام، ونلصقه بالخالق العلام؟.وكيف يجوز علىالرحمن التقصير، ولا نجيزه من الإنسان الفقير؟. تعالى الله وسبحان، عن هذا الافتراء وهذا البهتان. إنه قول لا يليق بالغني الحميد (قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد) [سبأ:49].وعلى أي حال فإن كل السور تفصح عن المراد أروع إفصاح، وتجعل الموضوع بينا كالصباح، فمن تأملها تبين أن كل سورة موحدة الموضوع والقضية، موحدة الأسلوب والشخصية، موحدة البداية والغاية، متصلة الآيات بلا انقطاع حتى النهاية.
ولن أستمر في الاسترسال لاستعراض السور ولبيان الموضوع والمحور، بل سأنتقل إلى دليل آخر، هو: أن أكثر السور التي تبدأ بالحديث عن القرآن تأتي باسم الإشارة المشار به إلى أنها آيات، وأن الآيات فيها جزء من آيات الكتاب.ولنبدأ من سورة يونس وهي من السور التي تركز على القرآن. فإنها تبدأ بقوله تعالى: (الر تلك آيات الكتاب الحكيم(1))، فهذه إشارة إلى آيات السورة التي هي نفسها آيات الكتاب الحكيم ولهذا جاء في آخرها (قل ياأيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم).
ولنقرأ بداية سورة هود، فإن بدايتها فيها التأكيد: (الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير(1))، فهل الحكيم الخبير الذي فصل وأحكم الآيات يمكن أن يجعلها في السورة متفرقات؟.كلا، ولهذا جاء في آخرها إشارة إلى آيات السورة بقوله تعالى: (وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين(120)).
अज्ञात पृष्ठ