100

हुना कुरान

هنا القرآن - بحوث للعلامة اسماعيل الكبسي

शैलियों

ولكن الله اختار أن تنزل على الناس باللسان العربي المبين المفصح عما يريده رب العالمين للناس أجمعين من خير وسلام ومقام أمين، فكأن القرآن هو الصيغة التي تعجز وتبين:

(قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)

وأعود لأؤكد فأقول:

وبعد فإن القرآن اسم للكلمات والألفاظ أما الذكر فهو اسم للعلم الذي حواه القرآن ولنقرأ معا: (ص والقرآن ذي الذكر) [1]، (إن هو إلا ذكر للعالمين * ولتعلمن نبأه بعد حين)[ص:87و88].(وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون) [الزخرف:44].فهل يسأل الإنسان إلا عن العلم فهو الذي يحمله الإنسان ويسأل عنه ولهذا قال: (وقد آتيناك من لدنا ذكرا(99)من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا)[طه:100].(لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون) [الأنبياء:10].(ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون) [الأنبياء:2].لقد أوردت بعض هذه الآيات للبيان وإلا فإن الموضوع قد استوفيناه في بحث (الذكر) فيلرجع إليه من شاء المزيد.

وأخيرا فإذا كان القرآن يعني الكلمات والألفاظ فإنه مصاغ بأسلوب يعجز ويبين، وإنه لتنزيل من رب العالمين، نزل به الروح الأمين، على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين.

قد يتبادر إلى ذهن القارئ أن القرآن يوصف بالحكمة وبالعلم وبالرحمة وبالنعمة فكيف يتفق هذا مع معناه هنا. لكني أقول أنه قد سبق أن أوضحت أنه تعبير مجازي وأن المقصود أنه يفصح عن هذه المعاني ويحتويها فهو مجاز مرسل علاقته المحلية.

على أني سأنقل القارئ إلى معنى للقرآن لم يسمعه قبل الآن، إنه معنى أعم وأشمل لا يقتصر على اقتران الكلمات والألفاظ فقط بل على اقتران كل شيء وكل كائن حي. وربما يفاجأ القراء بهذا الذي سيقرأونه لأنهم سيسمعونه لأول مرة فلم يقله الأولون ولا تطرق إليه أحد من المفسرين.

هل أنتم أيها القراء مستعدون لاستماع ما سأقول باستيعاب، والولوج في هذا الموضوع بروية تبحث عن الصواب، وبفهم يتصف به أولوا الألباب، (إنما يتذكر أولوا الألباب) هل أنتم مستعدون ياصحاب، لعلي أجد أن نعم هي الجواب. إذن فهيا معنا إلى سورة الرحمن.

(الرحمن * علم القرآن * خلق الإنسان * علمه البيان) [الآيات: 1و2و3و4].

كثير من المفسرين فهموا كلمة القرآن بأنها تعني هذا القرآن المقروء لكن السياق وترتيب الآيات يأبى هذا الفهم على الإطلاق فهل يمكن أن يعلم الله القرآن للإنسان قبل خلق الإنسان؟ كلا كلا.

अज्ञात पृष्ठ