عبد الْملك أَيَّامًا فَلم يصنع شَيْئا فأنصرف رَاجعا فَلم يسر إِلَّا يَسِيرا حَتَّى رأى فِي ساقة النَّاس غبارًا شَدِيدا فَظن أَن الْعَدو قد طَلَبهمْ فكر بِجَمَاعَة من النَّاس لذَلِك وَبَقِي من بَقِي على مَصَافهمْ وتسرع سرعَان النَّاس فَإِذا مَدِينَة جلولا قد قوع حائطها فَدَخلَهَا الْمُسلمُونَ وغنموا مَا فِيهَا وأنصرف عبد الْملك إِلَى مُعَاوِيَة بن حديج
ولعَبْد الْملك فِي تمنيه الْخلَافَة وَإجَابَة دُعَائِهِ بذلك خبر غَرِيب يدْخل فِي بَاب الْأَمَانِي الصادقة وَقد رويته عَن الْحَافِظ أبي الرّبيع بن سَالم بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ من طَرِيق أبي على بن سكرة الصَّدَفِي بِإِسْنَادِهِ إِلَى الشّعبِيّ قَالَ لقد رَأَيْت عجبا كُنَّا بِفنَاء الْكَعْبَة وَعبد الله بن عمر وَعبد الله بن الزبير وَمصْعَب بن الزبير وَعبد الْملك بن مَرْوَان فَقَالَ الْقَوْم بعد أَن فرغوا من حَدِيثهمْ ليقمْ كل رجل مِنْكُم فليأخذ بالركن الْيَمَانِيّ وَيسْأل الله حَاجته فَإِنَّهُ يعْطى من سَعَة قُم يَا عبد الله ابْن الزبير فَإنَّك أول مَوْلُود ولد فِي الْهِجْرَة فَقَامَ فَأخذ بالركن الْيَمَانِيّ ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّك عَظِيم ترجى لكل عَظِيم أَسأَلك بحركة وَجهك وبحرمة عرشك وَحُرْمَة نبيك أَلا تميتنى من الدُّنْيَا حَتَّى توليني الْحجاز وَيسلم عَليّ بالخلافة وَجَاء حَتَّى جلس فَقَالُوا قُم يَا مُصعب بن الزبير فَقَامَ حَتَّى أَخذ بالركن الْيَمَانِيّ ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّك رب كل شَيْء وَإِلَيْك يصير كل شَيْء أَسأَلك بقدرتك على كل شَيْء أَلا تميتني من الدنياحتى توليني الْعرَاق وَتَزَوَّجنِي سكينَة بنت الْحُسَيْن وَجَاء حَتَّى جلس وَقَالُوا قُم يَا عبد الْملك بن مَرْوَان فَقَامَ وَأخذ بالركن الْيَمَانِيّ فَقَالَ اللَّهُمَّ رب السَّمَاوَات السَّبع وَرب الْأَرْضين ذَات النبت بعد القفر أَسأَلك بِمَا سَأَلَك
1 / 30