हुलाल सुन्दुसिया
الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية (الجزء الأول)
शैलियों
196
وهما على مقربة من البر. ومن جزيرة طريف إلى الجزيرة الخضراء ثمانية عشر ميلا، تخرج من الجزيرة إلى «وادي
197
النساء» وهو نهر جار، ومنه إلى الجزيرة
198
الخضراء وهي مدينة متحضرة لها سور حجارة مفرغ بالجيار، ولها ثلاثة أبواب ودار صناعة داخل المدينة، ويشقها نهر يسمى نهر العسل، وهو حلو عذب، ومنه شرب أهل المدينة، ولهم على هذا النهر بساتين وجنات بكلتي ضفتيه معا. وبالجزيرة الخضراء إنشاء وإقلاع وحط، وبينها وبين مدينة سبتة مجاز البحر، وعرضه هنالك ثمانية عشر ميلا. وأمام المدينة جزيرة تعرف بجزيرة «أم حكيم» وبها أمر عجيب، وهو أن فيها بئرا عميقة كثيرة الماء حلوة، والجزيرة في ذاتها صغيرة مستوية السطح، يكاد البحر يركبها
199
والجزيرة الخضراء أول مدينة افتتحت من الأندلس في صدر الإسلام، وذلك في سنة 90 من الهجرة، وافتتحها موسى بن نصير من قبل المروانيين، ومعه طارق بن عبد الله بن ونموا الزناتي، ومعه قبائل البربر. فكانت هذه الجزيرة أول مدينة افتتحت في ذلك الوقت، وبها على باب البحر مسجد يسمى بمسجد الرايات، ويقال إن هناك اجتمعت رايات القوم للرأي، وكان وصولهم إليها من جبل طارق وإنما سمي جبل طارق لأن طارق
200
بن عبد الله بن ونموا الزناتي لما جاز بمن معه من البرابر وتحصنوا بهذا الجبل، أحس في نفسه أن العرب لا تثق به، فأراد أن يزيح ذلك عنه، فأمر بإحراق المراكب التي جاز فيها، فتبرأ بذلك عما اتهم به.
अज्ञात पृष्ठ