हुलाल सुन्दुसिया
الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية (الجزء الأول)
शैलियों
369
مرحلة، وليس هناك حصن ولا قرية، وإنما بها قصر به قوم حراس للطريق، ومن هذه الرابطة إلى المرية مرحلة خفيفة.
ومدينة المرية كانت في أيام الملثم
370
مدينة الإسلام، وكان بها من كل الصناعات كل غريبة، وذلك أنه كان بها من طرز الحرير 800 طراز، يعمل بها الحلل والديباج والسقلاطون والأصبهاني والجرجاني، والستور للكللة والثياب المعينة، والخمر والعتابي، والمعاجر، وصنوف أنواع الحرير، وكانت المرية قبل الآن يصنع بها من صنوف الآلات النحاس والحديد، إلى سائر الصناعات، ما لا يحد ولا يكيف وكان بها من فواكه واديها الشيء الكثير الرخيص، وهذا الوادي المنسوب إلى بجانة
Bichèna
بينه وبين المرية 4 أميال، وحوله جنات وبساتين وأرحاء، وجميع نعمها وفواكهها تجلب إلى المرية، وكانت المرية إليها تقصد مراكب البحر من الإسكندرية والشام كله، ولم يكن بالأندلس كلها أيسر من أهلها مالا. ولا أتجر منهم في الصناعات وأصناف التجارات تصريفا وادخارا.
والمرية في ذاتها جبلان وبينهما خندق معمور، وعلى الجبل الواحد قصبتها المشهورة بالحصانة. والجبل الثاني منهما فيه ربضها ويسمى جبل «لاهم»
Lahem
والسور يحيط بالمدينة وبالربض. ولها أبواب عدة ولها من الجانب الغربي ربض كبير عامر يسمى ربض الحوض، وهو ربض له سور عامر بالأسواق والديار والفنادق والحمامات. والمدينة في ذاتها مدينة كبيرة كثيرة التجارات، والمسافرون إليها كثيرون وكان أهلها مياسير، ولم يكن في بلاد أهل الأندلس أحضر من أهلها نقدا، ولا أوسع منهم أحوالا. وعدد فنادقها التي أخذها عد الديوان في التعيين ألف فندق، إلا ثلاثين فندقا، وكان بها من الطرز أعداد كثيرة، قدمنا ذكرها. وموضع المرية من كل جهة استدارت به صخور مكدسة، وأحجار صلبة مضرسة، لا تراب بها، كأنما غربلت أرضها من التراب وقصد موضعها بالحجر، والمرية في هذا الوقت الذي ألفنا كتابنا فيه، صارت ملكا بأيدي الروم، وقد غيروا محاسنها وسبوا أهلها. وخربوا ديارها، وهدموا مشيد بنيانها، ولم يبقوا على شيء
अज्ञात पृष्ठ