الغابرين ) (1).
فلما دخلوا البيت وسمع القوم بذلك اقبلوا يهرعون اليه وهم يستبشرون وهجموا على داره ، فخرج اليهم وبالغ في وعظهم واستثارة فتوتهم ورشدهم حتى عرض عليهم بناته وقال : يا قوم ان هؤلاء بناتي هن اطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي ، ثم استغاث وقال : اليس منكم رجل رشيد ، فردوا عليه : انه ليس لهم في بناته اربة وانهم غير تاركي اضيافه البتة حتى آيس لوط وقال : لو ان لي بكم قوة او آوي الى ركن شديد. (2)
عند ذلك قالت له الملائكة يا لوط : انا رسل ربك طب نفسا ان القوم لن يصلوا اليك ، فطمسوا اعين القوم فعادوا عميانا يتخبطون وتفرقوا ( ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا اعينهم فذوقوا عذابي ونذر ) (3).
ثم امروا لوطا عليه السلام ان يسري باهله من ليلته بقطع من الليل ويتبع ادبارهم ولا يلتفت منهم احد الا امرأته فانه مصيبها ما اصابهم ، واخبروه انهم سيهلكون القوم مصبحين ( ... فاسر باهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم احد ... ) (4).
جاء في معنى قوله تعالى : ( ولا يلتفت مكم احد الا امرأتك انه مصيبها ما اصابهم ... ) مفهوم ذلك ان لوطا واهله بما فيهم امرأته تحركوا للخروج من المدينة ولم يلتفت منهم احد كما امرهم الرسل ، الا امرأة لوط فانها بحكم علاقتها بقوم لوط وتاثرها على مصيرهم ، حينما سمعت الصوت وقفت والتفتت وراءها لترى ما حدث ، اصابها حجر من الاحجار التي كانت تهوي على
पृष्ठ 100