طويل في قصة اصحاب « الرس » ملخصة :
انهم كانوا قوما يعبدون شجرة صنوبرة يقال لها شاه درخت ، كان يافث بن نوح غرسها بعد الطوفان على شفير عين يقال لها : روشن آب ، وكان لهم اثنا عشرة قرية معمورة على شاطئ نهر يقال له « الرس ».
وهذه القرى يسمين باسماء : ابان ، آذر ، بهمن ، اسفندار ، فروردين ، اردي بهشت ، خرداد ، مرداد ، تير ، مهر ، شهريور ، ومن هذه الاسماء اشتق العجم اسماء شهورهم.
وقد غرسوا في كل قرية منها من طلع تلك الصنوبرة حبة ، اجروا عليها نهرا من العين التي عند الصنوبرة ، وحرموا شرب مائها على انفسهم وانعامهم ومن شرب منه قتلوه ، ويقولون : انه حياة الآلهة فلا ينبغي لاحد ان ينقص حياتها.
وقد جعلوا في كل شهر من السنة يوما في كل قرية عيدا يخرجون فيه الى الصنوبرة التي خارج القرية ويقربون اليها القرابين ويذبحون الذبائح ....
وكان في كل سنة يجتمعون جميعا في القرية الكبيرة التي يسكنها ملكهم واسمها « اسفندار » ويعيدون فيها اثنى عشر يوما ، ويجيئوا باكثر ما يستطيعونه من القرابين والعبادات للشجرة ، ويكلمهم ابليس ويعدهم ويمنيهم اكثر من سائر الاعياد.
ولما طال منهم الكفر بالله وعبادة الشجر ، بعث الله اليهم رسولا من بني اسرائيل من ولد يهودا فدعاهم الى عبادة الله وترك الشرك فلم يؤمنوا ، فدعى على الشجرة فيبست فلما راوا ذلك ساءهم فقال بعضهم : ان هذا الرجل ساحر ....
فاجتمعت آرائهم على قتله ، فحفروا بئرا عميقا والقوه فيها وشدوا راسها
पृष्ठ 91