قال : بسم الله ، فلما اكها قال الحمد لله ، ثم فعل ذلك باخرى واخرى ، ثم اخذ الماء فشرب منه فذكر اسم الله ، فلما وضعه قال :
الحمد لله يا رب ، من ذا الذي انعمت عليه ما اوليته مثل ما اوليتني.
قد صححت بصري وسمعي وبدني وقويتني حتى ذهبت الى شجر لم اغرسه ولم اهتم لحفظه ، وجعلته لي رزقا ، وسقت الي من اشتراه مني ، فاشتريت بثمنه طعاما لم ازرعه ، وسخرت لي النار فانضجته ، وجعلتني آكله بشهوة اقوى به على طاعتك فلك الحمد ، ثم بكى.
قال داود عليه السلام : يا بني قم فانصرف بنا ، فاني لم ار عبدا قط اشكر من هذا. (1)
« كان هذا العبد متي اب يونس سلام الله عليهما ».
فضل العالم على العابد :
ذكرنا قبل هذا انه ، كان في قوم يونس عليه السلام رجلان احدهما عابد واسمه « تنوخا » والآخر عالم واسمه « روبيل » وكانا قد آمنا بالنبي يونس عليه السلام واصبحا من مستشاريه.
فكان العابد يشير على يونس بالدعاء على قومه ، وكان العالم ينهاه ويقول : لا تدع عليهم فان الله يستجيب لك.
فلما دعى يونس عليه السلام على قومه بالعذاب واستجاب الله له ، ذهب الى تنوخا العابد فأخبره بما اوحى الله اليه من نزول العذاب على قومه في اليوم المعين « في شوال يوم الاربعاء في وسط الشهر بعد طلوع الشمس » وقال له : انطلق اليهم واعلمهم بما اوحى الله الي من نزول العذاب عليهم.
पृष्ठ 304