من الخاسرين ) ولكن كان جواب الله لهم شديد ، حيث اخرجهما من جنته ومما كانا عليه من سعادة وهدوء البال : ( قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين ، قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون ) (1).
وعندما عرف آدم وحواء بكيد ابليس ، وخطته ومكره ، فكرا في تلافي الأمر ، وجبران ما صدر منها ، فسارعا الى التوبة ، فكان اول خطوة صدرت منهما هي : الاعتراف بظلمهما لنفسيهما امام الله حيث : ( قالا ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ).
التوبة والانابة الى الله تعالى واصلاح المفاسد هي : ان ينزل الانسان عن غروره ولجاجه ، ويعترف بخطأه اعترافا بناء ولا يعود عليه ولا يتكرر منه الخطا ، بل يسير في سبيل التكامل والصلاح.
ولا شك ان مخالفة اوامر الله ونواهيه ظلم يورده الانسان على نفسه ، ويبعده عن رحمة الله تعالى ، لان جميع الاوامر والنواهي الالهية يراد بها خير الانسان وسعادته في الدنيا والآخرة.
وآدم وحواء وان لم يذنبا ولم يرتكبا معصية ، ولكن نفس هذا الترك للاولى انزلهما من مقامهما الرفيع ، وان توبتهما الخالصة وان قبلت من جانب الله تعالى ، ولكنهما لم يستطيعا التخلص من الاثر الوضعي والنتيجة الطبيعية لعملهما ..
فقد امرا بمغادرة الجنة ، وشمل هذا الأمر الشيطان ايضا : ( قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ).
فهبط آدم وحواء الى الارض وحدث ما حدث والى يومنا هذا وسوف
पृष्ठ 31